Saturday 27 June 2009

سور الأزبكية

هل سبق و سألت أصدقائك على كتاب لم تجده في أشهر المكتبات و دور النشر,في الغالب سيكون رد أحد أصدقائك:سور الأزبكية,
عندما تخرج من محطة مترو العتبة لتجد بائعي الكتب قد اصطفوا في أكشاكهم الجديدة (130 في أربعة صفوف) بعد أن تم نقلهم –للمرة الرابعة في خمس سنوات- سوف تشعر أنك في معرض مفتوح للعالم و الفن والحضارة,في سور الأزبكية-كل شيء ممكن هكذا يردد صديقي الذي يبحث عن مسرحيات باللغة الروسية,بينما أنا أبحث عن كتاب في علم التشريح و ديوان في الشعر العربي
في البداية كانوا مجموعة من باعة الصحف و الكتب القديمة في ثلاثينات القرن الماضي اختاروا منطقة وسط البلد لعرض ما يشترونه من مناطق ك(درب الجماميز)و مكتبات درب السعادة و غيرها,ليعرضوها على المثقفين الذين يتخذون من وسط البلد بمقاهيها و أناقتها قبلة لهم,كان البائعون يفضلون أن يجتمعوا في ميدان الأوبرا التي امتازت بكثافة أشجارها للراحة عندما تحين فترة بعد الظهر و يقل الإقبال على المقاهي,لاحظ البائعين الذين كانوا يصطفون في شارع (حمدي أبو النصر) الذي يفصل دار الأوبرا الملكية و حديقة الأزبكية أنهم يحققون أضعاف ما كانوا يربحونه من التجوال,هكذا بدأ السور ليصبح رمزا للثقافة و الفن لا يقل عن ضفاف نهر السين في باريس,
كان الباعة يشترون الكتب في مزادات و كان الكثيرون منهم لا يعرف القراءة!!
الآن تستطيع أن تناقش أي بائع في أعقد الأفكار الفلسفية و تطلب منه اسم الرواية أو الكتاب فيعرفه,و البائع في سور الأزبكية أعتبره شخصيا أشطر بائع ,لأنه يعرف أن من يطلب الكتاب يريده و بشده و لأنه يعرف أن فرصة إيجاد نفس الكتاب بسعر كهذا تعد مستحيلة تماما
و يشكو بائعي الكتب كما القراء من الموقع الحالي للسور و الذي تغير ليصبح محيطا بمدخل محطة المترو مسببا الكثير من الإزعاج لمن يريد شراء كتاب و من يبحث عن مرجع ما و يكدر صفوه أصوات الباعة الجائلين الذين يمتزجون بالمارة الذين يكون مقصدهم ليس الكاتب بل المترو في العادة!!
و يظل السؤال إذا كان السور يعد من المزارات السياحية في النشرات التي توزع على السائحين لماذا لا تهتم وزارة الثقافة بالمنطقة و البائعين؟؟؟؟
و يهتم مثقفي مصر و الشرق العربي بسور الأزبكية اهتماما خاصا:
يقول "سليمان فياض" في برنامجه الإذاعي "من سور الأزبكية" أن السور بمثابة (جامعة الفقراء)
و يقسم بعض كبار البائعين في السور أن أدباء كيوسف السباعي و نجيب محفوظ كان زبونا منتظما لديه
شخصيا يعد السور زيارة شهرية أو نصف شهرية أحرص عليها و لا يكون في رأسي هدف محدد مسبقا أذهب إلى السوق أقرأ العناوين ألتقط الكتاب و كلي ثقة أن هناك من قرأه قبلي و كون عنه فكرة ما-و ذلك سحر الكتب المستعملة- أقلب صفحاته أقرأ فقرة,أخرج ثمنه-اليسير غالبا-أعطيه للبائع الطيب...........