Tuesday 21 July 2009

فأنت الآن حر
حر
حر
حاصر حصارك .... لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك ......لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي

Thursday 16 July 2009

عن الحب من طرف واحد لابن حزم- كتاب طوق الحمامة

ومن عجيب ما يكون فيها وشنيعه أني أعرف من هام قلبه بمتناه عنه نافر منه، فقاسى الوجد زمناً طويلاً، ثم سنحت له الأيام بسانحة عجيبة من الوصل أشرف بها على بلوغ أمله، فحين لم يكن بينه وبين غاية رجائه إلا كهؤلاء عاد الهجر والبعد إلى أكثر ما كان قبل. فقلت في ذلك:
كانت إلى دهري لي حاجة * مقرونة في البعد بالمشترى
فساقها باللطف حتى إذا * كانت من القرب على محجر
أبعدها عني فعادت كأن * لم تبد للعين ولم تظهر

وقلت:
دنا أملي حتى مددت لأخذه * يداً فانثني نحو المجرة راحلاً
فأصبحت لا أرجو وقد كنت موقناً * وأضحى مع الشعري وقد كان حاصلاً
وقد كنت محسوداً فأصبحت حاسداً * وقد كنت مأمولاً فأصبحت آملاً
كذا الدهر في كراته وانتقاله * فلا يأمنن الدهر من كان عاقلاً

Monday 13 July 2009

كرسي و نافذة و رجل مرهق تماما-قصة


"زهقت من الزهق"

دارت هذه العبارة برأسه مرارا............لكنه في هذا اليوم على وجه الخصوص لم يذكرها:

جلس وحده في العتمة على الكرسي الخشبي بيده سيجارة,كان قد اتخذ قرارا بالإقلاع عن التدخين ثم اقتنع أخيرا أن لا فارق,
ارتشف رشفة من كأس الماء الذي يحمله ثم ومض في رأسه خاطر بأن الماء عذب لأنه بلا طعم أو لون’إن ذلك تفرد يختص به الماء نفسه ينبع تميزه من افتقاده الهدف و القيمة,تلك قيمته و ذاك هدفه,
نفث دخان سيجارته الذي لا يراه,لكنه يعشق الدخين في الظلام,
كان ينتظر شيئا ما منذ أمد بعيد كان ينتظر و لا يزال,
قرر فجأة أن يثور على واقعه الغبي,
أطفأ السيجارة,وقف و أصلح من ملابسه في الظلام,
لم يدر لم قام بذلك فهو طوال عمره يعيش في ذلك الظلام’
لم ير ملابسه يوما و لم يختر ألوانها
بل لم يعرف الألوان,
و لم يذق سوى الماء,
اتجه يتحسس جدران الغرفة عله يجد مفتاح النور,
لم يجده
جلس فوق الكرسي مرة أخرى,
شعر بغضب شديد,
أحس بمدى الضيق الذي يحيا فيه
مدى غباوة و قسوة تلك الحياة التي يحياها
كانت حياته في تلك الغرفة الحقيرة المظلمة أبدا,
كانت هوايته الوحيدة بحكم الظلام المغرق,
هو تأمل الأخرين من تلك النافذة الوحيدة,
يجلس فوق كرسيه الخشبي
يتأمل العالم من نافذة واحدة,
لم ير يوما غرفته
لم يقس يوما جمالها أو اهتم بتنظيفها أو تجديدها
ليس ذلك لضعف فيه,بل لأنه طوال تلك السنين الكئيبة,
كان مشغولا بالآخرين و بغرفهم و حياتهم,

اهتم بجيران له لم يخترهم بل فرضوا عليه كاسمه,

احب جارته لا لأنها تحبه أو لشيء تميزت به بل لأنها جارته,

ارتبط بكل جيرانه و تفاصيلهم و ملابسهم و علاقاتهم ببعضهم,

كانت نافذته هي كل ما يهتم به و كانوا هم كل من عرفهم,
لكنهم يوما لم يهتموا بغرفته لأنه هو نفسه لم يهتم بها,
كان غاضبا و معه في ذلك كل الحق,
كان قد اتخذ منذ أيام قراره لكنه ظل تلك المدة يدير الأمر بذهنه,
وقف فجأة,
رفع الكرسي بيديه,
ضربه بكل قوة بجدار الغرفة,

ضربه مرارا,

تهشمت بعض أجزاء الكرسي و كان لشظايا الخشب وقع جميل في نفسه,

أحس أخيرا أنه حر,

ألقى ما تبقى من الكرسي من النافذة,

قرر أن لا جلوس و لا مراقبة بعد اليوم,
أغلق النافذه للأبد,
فتح باب الحجرة و انطلق يعدو بكل ما يقدر عليه من سرعة
لقد تأخر و أضاع سنين لكن
لا بأس................


تمت

...................

خ.ز


الصورة لمجلة ناشيونال جيوجرافيك

الشيعة بالعراق

ديجا فو (شوهد من قبل)-قصة



جلست الفتاة ذات العشرين ربيعا تراقب رواد المطعم الكثيرين,لقد كان وقت الغداء و كان مطعما ذو سمعة طيبة
لا تدري لم شعرت بالألفة مع هذا المكان الغريب الذي تخطوه للمرة الأولى,
لا تدري لم قرر هو أن يكون لقاءهما هنا في هذا اليوم,,
كانت قد جاءت قبل موعدها بربع ساعة-لقد علمها هو أن تأتي لموعد هي حددته قبل الوقت بخمس دقائق و لموعد فرض عليها بعده بعشر-دائما أحبت نصائحه,
لكن شعورا عاما بعدم الارتياح اجتاح خيالها و أعادها لحلم رأته منذ كانت طفلة ذات ضفائر,
كان ذلك هو نفس المكان,
كانت ذاكرتها مشوشة,
كانت تنتظره كعادتها مع شخص أحبته بكل خلاياها,
عبس وجهها و هي تحاول تذكر الحلم القديم من طفولتها,
,جلست تداعب السكين بأناملها و لفت انتباهها انتبهت لحدة السكين فقد اشتهر عن ذلك المطعم بتقديمه اللحوم التي تستدعي و جود سكاكين صلبة,
كانت تدور في رأسها أفكار متنوعة,أخذت تلك الأفكار المجنونة تتصارع داخل رأسها الجميل,
شعرت أنها رأت هذا المكان مسبقا لكن الذكرى كانت غامضة,
كان الجدار المقابل لها قد استحال مرآة ضخمة وهي خدعة تعرف هي أنها تعطي احساساة بالاتساع,
أخذت تنقر بأناملها المطلية بالأسود فوق المائدة,بينما تراقب الآخرين بتلذذ,كانت تحب مراقبة الآخرين ربما كان ذلك ناتجا عن الوحدة و العزلة اللتان تحرقان روحها المرهفة لكنها اليوم ترقبهم بحثا عن شخص ما رأته أيضا مسبقا ,,
استسلمت لدمعة حارة هطلت فوق خدها حاملة معها ألم عذب روحها حينا فقد ذكرت ذلك الحلم البغيض,
لقد استمر الحلم الغبي يأتيها على فترات منذ كانت طفلة,
لحظته قادما في المرآة كعهدها به يأتي لينقذها وقت حزنها,
وقفت لتحييه و تطبع قبلة فوق خده الأسمر و تحتضنه علها تشعر بقربه و تستمد منه الأمان الذي تريد,
جلس أمامها و ابتسم في حنان,
فتح كيسا كان أحضره و أخرج منه شيء لطالما انتظرته منه,
سألها عما يكدر صفوها,
أخبرته بعدم ارتياحها للمكان و انقباضها منه,
كانت تخبره بكل صغيرة و كبيرة منذ كانت طفلة صغيرة فقد كان والدها,
بل و أمها,
فقد رحلت والدتها منذ زمان بعيد,
أخبرته بضرورة الذهاب في الحال,
تغير سمته من الانبساط و البهجة إلى الانقباض و العبوس لما قرأه من هلع في عيني ابنته الوحيدة,
أخبرها أن تطرد الأوهام,
قالت له أنها رأت رجلا كريها في الحلم و كانت تراه هو يقف بجانب الحمام في نهاية الصالة و أراد بوالدها شرا,
لما سألها أن تكمل دخلت في نوبة من الدموع الغزيرة حتى احتضنها و اعتذر لرواد المطعم الذين توقف بعضهم عن تناول الطعام و تبادل الأحاديث ليرى سبب البكاء و الصراخ,
أخبرها أن تهدأ و ترقبه,
كان يعاملها منذ كانت طفلة كصديق عاقل,
تقدم للمكان الذي قد رأته هي مسبقا ووقف هناك,
قال لها أن لا شيء حدث و لن يحدث شيء فذاك مطعم فخم و رواده محترمون و لا خوف عليهما هناك,
ابتسمت و حيته برأسها,
نظرت لحظة في المرآة فرأت الرجل الآخر,
كان يسير باتجاه الحمام و في تلك اللحظة المصيرية كان خلف كتفها الأيمن
رأته كما رأته في الحلم سابقا,
ارتعد جسمها كله بعنف و انهمرت الدموع من عينيها,
قبضت يدها اليسرى على السكين بكل قوتها,
وقفت في مكانها و غرست السكين بكل قوتها في عنقه.
……………………………………………….
تمت


سيد شيبه-الله يرحمه

............................................................

الصورة:من فلم

When Harry met Sally

و لا توجد أدنى علاقة من قريب أو بعيد بين المشهد و أحداث القصة