Thursday 8 September 2011

الواقعية الجديدة:السينما عندما حطمت القيود

تعتبر الواقعية الجديدة حدث سينيمائي غير السينما للأبد...و تقرن إلى جانب شارلي شابلن و الموجة الجديدة الفرنسية و موجة هوليوود الجديدة بأنها علامة في طريق السينما .
إنه اتجاه سينيمائي ظهر في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية قاده مجموعة من المخرجين الذين قرروا الخروج عن المألوف..و أن تقول السينما ما عجزت سينما ذلك العصر أن تقوله
كانت العقبة الوحيدة الوحيدة أمامهم هي الإنتاج..حيث ترفض الستوديوهات الكبرى أفكارهم الاشتراكية و التي يطغى الحزن و الكآبة على أغلبها...فحملوا الكاميرا و اتجهوا للشارع..و بدأوا تصوير الأفلام بأقل الإمكانات و عبروا عن الطبقات المطحونة بشجاعة من لا يخاف أن لا يقبله المشاهدون..لم يهتموا أو يلاحظوا أنهم حققوا ثورة بكل المقاييس...فلأول مرة يتم التصوير في الأماكن المفتوحة...و لأول مرة تخرج السينما من الغرف المغلقة...و أعلنها روسيلليني..أن روما مدينة مفتوحة...و لم تكن الواقعية الجديدة-كما سيردد الكثيرون فيما بعد-شديدة الثورية:بدليل أن فيلليني نفسه قد أقر بأن الواقعية الجديدة ليست ثورية أو معادية للمجتمع حيث أن معظم أستوديوهات روما قد قصفت في الحرب

بعض خصائص أفلام الواقعية الجديدة:

1-الأماكن المفتوحة:و ذلك هو الثورة السينيمائية التي تنسب إليهم بحق...الآن و نحن نرى الكاميرات الخفيفة و ثقافة الديجيتال قد نقول:و ماذا في ذلك؟...لكن حجم الكاميرا في ذلك الزمن لم يكن بالصغير أبدا

2-استخدام ممثلين غير محترفين...و تلك أيضا ثورة ستغير التاريخ السينيمائي....لأن الممثل المحترف يميل للمبالغة..أما استخدام ممثل هاو فهو أقل تكلفة و يخدم السينيما حيث الهدف الوحيد للمثل هو الفن...و لا غير...و أحيانا يحمل المخرج كاميرته و يصور أناس حقيقيون...دورهم في الفيلم أن يعيشوا فقط

3-الواقعية:

التعبير عن أفكار اشتراكية و أبطال الطبقة العاملة و الوسطى و التي طحنتها الحرب و الفاشية...و تلك ثورة على السينيما تعادل ما فعله شابلن قبلهم...فليست السينما فن أرستقراطي....و تلك الأفكار أحيانا تكون مؤلمة و صادمة لذلك يتم تخفيفها ببعض الكوميديا و السخرية...

4-الجديدة:

ليست الأفلام واقعية...بمعنى يعيش الأبطال صراعات وجدانية...و يتم إخراج الأفكار الفلسفية من قلب حكايا واقعية تبدوا شديدة البساطة

5-بصفتهم اشتراكيون يتجه رواد المدرسة لنقد الدين..سواء بالكوميديا و الرمز كدي سيكا أو بعنف كما فعل بازوليني و أحيانا فيلليني

6-وجود مقاطع بالفيلم تصور الحياة الطبيعية للمدينة أو الريف أو الناس العاديين و قد لا تخدم الفيلم بذاته.و لكنها تحاول إيصال

إحساس الممثل بالحدث داخل الفيلم
بعض المخرجين من الذين كونوا المدرسة:

فيديريكو فيلليني:و يتميز بأنه المايسترو و أفلامه قد لا تعجب الجميع و لكنها تعجب صانعها الذي لم يكن يميل للسينما في البداية بقدر عشقه للرسم و الكاريكاتير و المسرح و هذا الميل سيظهر في أفلامه

روسيلليني:تكمن أهميته أن والده كان يمتلك المال-و هو ما لم يمتلكه الآخرون-و كذلك هو الذي قرر أن يؤسس المدرسة بأفكاره.و قد صنع أول أفلام المدرسة:روما مدينة مفتوحة و اشترك في كتابته فيلليني

بازوليني:شديد التمسك بأفكاره و أفلامه صادمة حيث ركز في فكرة معاداة الدين و دفع الثمن حياته...و يعتبر الأب الروحي لعبقري آخر هو برناردو بيرتولوتشي

فيتوريو دي سيكا-المفضل لدي-:و هو كان ممثل مشهور و نجم شباك في إيطاليا...شخصيا يعجبني لأنه شديد التمسك بمبادئ الواقعية الجديدة حيث الطبقات المطحونة..و تحكم رجال الدين في عقول الناس...و غياب العدل عن حياتنا و قد اكتشف العديد من الممثلين الذين سيصبحون آلهة للسينما في ما بعد

مايكل انجلو أنطونيوني

جيلو بونتيكورفو:ربما ليس بشهرة السابقين و لكن فيلمه معركة الجزائر..لا ينسى
ترشيحات أفلام من هذه المدرسة:

1-امرأتان - فيتوريو دي سيكا

2-الطريق - فيديريكو فيلليني

3-سارق الدراجة - فيتوريو دي سيكا

4-روما مدينة مفتوحة - روسيلليني

5-ليالي كابيريا - فيديريكو فيلليني

6-الأرض تهتز - لوتشيانو فيسكونتي

و أخيرا...لا يوجد هناك شئ اسمه مدرسة سينيمائية..إنها مجرد تصنيفات نقدية بحته...فالعديد من رواد هذه المدرسة ثار على المدرسة و عاد للستوديوهات..و لم يكن عبدا للأفكار التي أبدعها هو, فهي-الواقعية الجديدة-هي الطريقة الوحيدة إذا أردت أن تعمل...في تلك المرحلة من تاريخ إيطاليا...