كانت الأمواج تزحف على الشاطيء الرمليّ....ثم تعود و تنسحب مرةً أخرى
هذه المرة...عندما عادت الأمواج....بقى القارب الشراعي و لم يعد,
كان قارباً صغيراً...بلا أشرعة و مجدافين كما يحلو لنا تخيل القوارب الشراعية,
ظل المشهد كذلك لفترة,
ثم خرجت يدٌ لتستند على حافة القارب,
ظهر الرأس بعد ذلك و كان لرجل ذو ملامح تختلف عن الآخرين....ذو ملابس مضحكة و تعابير الاندهاش تتبدى على محياه,
كان يبدو عليه الإعياء...ترك جسده يسقط من فوق القارب إلى الأرض الرملية,
ظل جسده قلبلاً يلامس الأرض الرملية....و قبضت يده على الرمال بقوة....علّه يتأكد أنه قد وصل إلى البر بالفعل,
ضحك الرجل بصوت عالٍ و مسح على وجهه بيده ثم جلس فوق الشاطيء الرمليّ,
أخذ يحدق بالقارب و البحر و ملابسه,
سعل بصوت عالٍ,
استند على حافة القارب ليقف,
كان يشعر بالبرد....و الجوع...لكن لم يكن لديه وقت لمثل هذه الرفاهية....رفاهية الشعور بالبرد...و الجوع,
أخرج من القارب سيفاً,
رمى الرجل السيف فوق الرمال,
وقف يستجمع قوته,
ثم بكل قوته دفع القارب إلى الماء مرة أخرى,
فاستجاب له الموج و حمل القارب بعيداً,
كما استجاب له أول مرة,
توجه الرجل إلى السيف وحمله,
تأمله بإعجاب قليلاً,
أمسكه جيداً بكلتا يديه,
و اتخذ جسده وضعاً قتالياً يدل على إلمامٍ بفنون القتال,
ثم تقدم للأمام!
Sunday, 10 April 2011
Friday, 1 April 2011
صائد الغزلان - مشهد
عن مشهد في فيلم صائد الغزلان لن أكون الرجل الذي يحرق الفيلم و لن أحكي قصته نظرا لأن هذه تدوينة و ليست مقال كما أنني لا أصنف نفسي سوى مشاهد و لست كاتبا...لكنني أؤكد أن بالفيلم من التفاصيل ما يملئ صفحات و لا يكفيه أبدا تدوينه...و لكي ألخص:
يبدأ المشهد بمجموعة جنود أمريكيين أسروا في فيتنام مع أسرى آخرين فيتناميين بواسطة الفيتكونج.....و يكون ذلك في سجن تحت الأرض حيث النصف السفلي من أجساهم مطمورة بالماء...يقوم الفيتكونج بقتل الأسرى في كل الأحوال....إما بتكهم في سجن حيث أجسادهم كلها في الماء-سيصابون بالالتهاب الرئوي حتما-و ذلك الموت البطئ و الذي ليس بيد الأسير.....أو بالطريقة الأسرع...و هي لعبة روليت روسي يتراهن فيها الفيتناميين من من الجنود سيموت أولا....حيث مسدس ذو ساقية دوارة بين أسيرين به طلقة يلعب الاثنين حتى يموت أحدهما بشرط أن لا يلقى في السجن المطمور بالكامل في الماء مع الفئران....عندما يأتي الدور على مايكل-دي نيرو-يطلب ثلاث طلقات في الساقية و يقوم بإطلاق النار فلا يصاب.....يأتي الدور على صديقه-كريستوفر واكن- الذي يفضل السجن المطمور حيث هناك فرصة و لو ضئيلة بوصول الأصدقاء لإنقاذهم.....يشجعه دي نيرو أن يضرب النار و يقول له أن يثبت لهم أنه رجل
يضرب واكن فلا يموت....يأتي الدور على دي نيرو الذي يعلم أن المسدس به ثلاث طلقات.....يقتل بهم الفيتنامي و يسحب رشاش آخر و ينقذ الجميع.....هنا انتهى المشهد
تعليقي:
أعتبر هذا المشهد تلخيصا للحياة التي نعيشها.....فنحن أسرى للقدر,وضعنا حيث لا نريد,و كتب علينا الموت....سواء كالأبطال-رغم عبثية تلك الميته من منظور الخاملين الجبناء-أو كالأسرى الذين يتعفنون و لا يعيشون سوى في الحلم-حيث يجلس الجندي الجبان في
الماءو هو يحلم بوطنه أمريكا و هو في الأدغال الفيتنامية يتعفن-و تلك بالتأكيد منتهى العبثية
من جميع النواحي
هل نموت بأيدينا ووفقا لإرادتنا الحرة لتحقيق هدف نراه فيه وجودنا التام و لنثبت شجاعتنا و بسالتنا للعدو الذي لن ينسى أننا كنا رجالا بحق حين اخترنا الموت أم نمت مع الفئران و نترك للعدو فرصة التشدق بأننا كنا نخاف الموت و كنا فقط نحلم بلا قدرة على الفعل......لنترك المشهد قليلا و نرى الحياة التي يعيشها أغلب البشر....هم ينتظرون الدعم من السماء و ينتظرون أن تتغير الأمور...هم قانعون يريدون أن تنتهي الحياة و ينتهي الألم و في خلال ذلك هم يحلمون بالجنة و السعادة-في الفيلم هي الوطن......هناك آخرين يحلمون أيضا لكنهم يخاطرون ليست الفكرة المخاطرة بالروح فقط كما في الفيلم...حيث يمسك بالمسدس و يصوبه ناحية رأسه بهدوء حالما بالوطن كذلك.....هدفه من ذلك أن يحصل على فرصة للخلاص....حتى لو مات فهو سيكون مات موتا شريفا و نبيلا حيث السعادة كذلك بأنه حاول....و لعب اللعبة المميتة....التي هي الحياة
Subscribe to:
Posts (Atom)