ولد عاشقا للرسم والألوان,لكنه في أغلب الأوقات كان وحيدا
يوما ما
اشترى علبة ألوان و تخيل صورة لمن يريدها معه
في تلك اللحظة كان لا يزال طفلا عاجزا عن فهم الدنيا
و هكذا و بلا أي تفكير منطقي
رسمها
كان يعرفها منذ البداية,هكذا فكر
كانت في خياله منذ أن كان في الرحم
في البداية كانت لعبة,وبما أنه كان طفلا لعب
جلس معها,تكلم,انفعل,شاطرها ألعابه القليلة و طعامه
مشكلته أنه كان يحسن الرسم..إلى حد مزعج
ربما لو كان رسمها كرمز لامرأة أو كانت لوحته تجريدية لما حدث شيء
انطوى في غرفته الضيقة
انشغل بها و استحوذت على حياته و سنوات عمره
كانت صورتها الحلوة تشغل الجدار كله
كان يعود كل يوم من المدرسة ليجلس معها,يتأملها ساعات
يحكي لها ما صادفه و ما تعلمه
يخبرها و يحدثها عن أحلامه و آماله العريضة
يقرأ لها
يسمعها صوته و هو يقرأ أشعار الشابي و ييتس و بودلير
بصوت جميل قوي و لغة سليمة يراعي فيها قواعد اللغة
قرأ لها روايات هو الذي اختارها و كان يقرأ بصوت عال كي تسمعه
حتى إنه كان يقرأ الفواصل و النقاط
أسمعها أغان في الراديو كانت تعجبه
حقا كان يحبها
ذات يوم و في مدرسته
رآها
كانت صورة طبق الأصل من فتاته
و كان ذلك مرعبا بالنسبة إليه
فلقاءه معها هكذا في الحقيقة سيكون غريبا تساءل إن كان جديرا بهذا الشرف
لكنه أيقن بعد تفكير طويل أنها لا بد تعشقه
إنها من بديهيات القدر
لا يمكن أن تكون حياته إلا معها
إنها لم تخلق لسواه
بدأ يراقبها من بعيد و هي بدورها أحست به
لكن ليس كما تصور هو
أحست به كشخص مريب يفضل أن تبتعد عنه
و في لحظة عبثية اعترف لها بكل شيء
سبته و رفضته
هو بدوره تألم
حزن
بعد أيام بدت له صورة أخرى في رأسه
أحضر علبتي طلاء
بدأ يطمس صورتها
و لأول مرة منذ طفولته
وضع مكان الصورة
مرآة كبيرة
و لم يرسم بعد ذلك أبدا
إلا نفسه!!!!
2 comments:
niiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiice ya tareq
great dude, elfekra bgad gameela
thanks mate
Post a Comment