Friday 3 April 2009

كوكو الضعيف-قصص


كان يرى أن السجائر أهم من الأصدقاء و يجب معاملتها كأهم أصدقاء له,فطالما كان يشعر أن لا أصدقاء له و أن الناس تنفر منه ولا ترغب في تكوين علاقات له,بعد أن دارت هذه الأفكار برأسه نظر بابتسام لسيجارته التي اقتربت من نهايتها و كأنه ينظر لصديق له يودعه , رما السيجارة ثم هوى عليها بحذائه الضخم بعد أن فرغ من احتياجه منها
.............................................................................................................
لو الحشيش حرام أدينا بنحرقه,ولو حلال أدينا بنشربه-نجيب محفوظ في إحدى رواياته
....................................................................
بتعرف ت"رولل"
هكذا فوجيء بفتاة كالملاك تسأله و هو جالس في الجامعة فوق سلالم المدرج
أخذ يتأمل وجهها شديد الحسن و قد انسدلت عليه خصلاتها الشقراء بفعل الهواء لثوان عديدة أنسته أن يجد ردا ما لسؤالها
أخذ يبحث في قاموس دماغه عن ترجمة ما لكلامها ووجد نفسه لا إراديا يجيبها برأسه أن لا
- "تلف" سجارتين يعني
-????
أنا قولت لصاحبتي إنك شكلك كدا مبتعرفش , باي
فيما بعد فهم من أصدقاءه أن ترولل أو تلف لها علاقة بالحشيش و لف السيجارة.
.....................................................................
لا هو ليس كالآخرين,لن تستعبده السجائر إنه لن يدخن سوى علبة أو اثنتين فهو رجل واع و شاب يسيطر على أفكاره,هو فقط يريد أن يجرب ..ليس مراهقا و لن تتمكن منه السجائر
هكذا فكر و هو في الخامسة و العشرين
إن السجائر لديه عادة لا مشكلة لا يمكن أن تتفاقم مشكلته,إن أصدقاءه لا يعانون من مشاكل و هم يشربون أضعاف ما يشرب كما أنهم بدؤوا من العاشرة
لا مشكلة و السجائر أصلا للمناسبات و تهديء أعصابه المتوترة
هذه أفكاره و هو في الأربعين
إن مشاكله الصحية تتفاقم و تلك الكحة و ذلك الألم في صدره
إنه يشعر أن جسده لم يعد قويا كالسابق,إنه الزمن القاسي
إنه لا يشعر أنه على ما يرام,أشعل سيجارة و جلس وحيدا يفكر في تلك المشكلة
ذهب للنوم و قد قرر-بعد تفكير طويل كلفه علبتين من السجائر-أنه لابد أن يغير حياته و ينهي علاقته بالسجائر
هذه كانت أفكاره قبل أن يوجد في الصباح ميتا في فراشه و عمره خمس و خمسون عاما بسبب إفراطه في التدخين


.....................................................................



أخرج صوته الأنفي معلنا اعتراضه عن عدم دفعي الإيجار المتأخر
كان يقول لي كلاما كثيرا و الشرر يتطاير من عينيه, و كل حين تتطاير سبة بذيءة بين كلماته ثم صوته الأنفي الذي لا يكف عن الرنين في أذني
كل ذلك جميل و أتوقعه من رجل في مكانته الاجتماعية
أما ما استفزني و أغضبني لدرجة لم أحتملها هو تلك السيجاره التي أخذ يلوح في وجهي بها و ذلك الدخان الذي يفوح من حين لآخر في وجهي,فأنا لا أحتمل المدخنين بل و أحتقرهم أشد احتقار
لذلك كان رد فعلي سريعا و مباغتا
كان من الممكن أن أسمعة بعض التعليقت عن حياة والدته الليلية لكنني فضلت أن أدفع بمرفقه الذي يلوح به ناحية وجهه لتستقر لفافة التبغ في و جههة و تسبب له جرحا ليس باللطيف لن ينساه طوال عمره

.....................................................................


عندما قررت هي إنهاء العلاقة,
حزن جدا و شعر بالغضب من الدنيا,
كان يشعر أنهما خلقا لبعضهما فكركثيرا أن يقابلها
لكنه تراجع
دائما كان يتراجع عن مواقفه
عندما قرر أن يدخن طالما أتلف علبة السجائر لأنه خاف أن تستعبده,
أما هي فإنها لم تشتر علبة إلا و أكملتها لذلك عرفت أنه لا يناسبها فهو متردد في حياته و لن تعيش هي مع رجل متردد



.....................................................................



في سنوات الدراسة الإعدادية كنت أن أكثر الطلاب تفوقا في فصلي,
كان اسم فصلي هو:فصل زكي
لا
لست أنا زكي
زكي أكثر الطلاب "صياعة" فينا بل هو أكثرهم فشلا
لسبب ما لا يذكر المدرس سوى المشاغب من الطلاب بل أكثرهم فظاظة و سوء تصرف
لسبب ما أيضا كنا نربط التستوستيرون بالنيكوتين رغم غباء الفكرة
لكنك لن تستطيع الاعتراض عندما تجد زكي يتأبط فتاة و يستند إلى سور المدرسة و يده استقرت بها سيجارة
كان زكي يدخن بشراهة حتى اشتهر بين المدرسين قبل الطلاب بأنه زكي المدخنة
كانت تلك كلماتي لصديق قديم و نحن نستعد للرجيل من سرادق العزاء الذي أقيم لصديقنا زكي بعد أن تمكن منه سرطان الرئة


.....................................................................


أحببتها أيام الثانوي عندما كنت في سنين المراهقة العذبة
يااااه ما أجملها من أيام
أتذكر عندما كنا نمشي معا على كورنيس النيل العظيم
آخر يوم لنا معا
كنا قد خرجنا من السينما و لم يعد معي نقود تكفي لشراء زجاجة كولا لها و سجائر لي في نفس الوقت
كانت ترغب في الكولا بشدة
أخبلاتها أنني سأشتري السجائر و أكتب قصيدة فيها أجمل القصائد
أخبرتني أنها تريد كولا
قلت لها ستدخلين التاريخ
أخببرتني أنها اختارت القسم العلمي لأنها تكره التاريخ
اشتريت السجائر
و تركتها
و لعنت الحب
في زمن الكولا


.....................................................................


"إنه لا يمكن أن يكون رجلا بما يكفي فهو لا يدخن نوعية السجائر التي أدخنها"
من أغنية قديمة لفريق الرولنج ستونز


.....................................................................

في الجامعة
عندما كانت تتمسك بأيام الطفولة
أيام كانت الحياة طويلة,
كانت تتناول "مصاصة" و تبدو لمن يراها طفلة تعشق الحياة و تتمسك بها
الآن هي امرأة وحيدة تحطت الأربعين و لا ترى فائدة للحياة
بل إنها تستعجل الموت
و تلك السيجارة التي لم تفارق يدها خير دليل على ذلك


....................................................................


تحذير:التدخين يدمر الصحة و يسبب الوفاة
لسبب ما يشعر أن الكلام الصادق دائما ما يتعامل الناس معه باستخفاف ربما كان من الأفضل أن يكتبوا:
"نصيحة:التدخين لا يدمر الصحة ولا يسبب الوفاة"
ألا تتفق معي أنك تشعر بالرعب من التدخين فعلا بهذه الصياغة؟؟؟؟؟


....................................................................


كوكو الضعيف:كليوباترا

..................................................................


بعد أن أنهى الامتحان أخذ يفكر كيف يكتب شيئا ما ليقرأة أناس لا يقرأون أصلا غير ما في الكتب الدراسية وهو نفسه يعلم أنه ليس جيدا بما يكفي و يعلم أن كتاباته لا تهمهم و نقدهم لن يزيده و لكنها تلك الكلمات التي تشعره و لو لثوان أنه هناك و أنه لا يزال يتنفس

نظر إلى علبة السجائر على رف الدكان الذي يشتري منه الشيكولاته و قال في نفسه:

و لم لا؟؟؟؟

..................................................................