في التاسعة صباحا
فتح مالك باب متجر رشدي
وضع الصحف التي أحضرها فوق مكتب والده الأبنوسي
تأمل وجهه في المرآة و عدل من ياقة قميصه
تطلع إلى صورة والده المعلقة فوق المكتب و أحس بعينيه تكادان تدمعان
فاليوم قد مر أسبوعان على رحيل والده و عليه الآن أن يحمل تبعة المتجر
كان متجرا للملابس الجاهزة بشارع تجاري مشهور
في التاسعة مساء
وقفت السيدة سعاد و وحيدتها أمام المتجر تتطلع إلى الملابس و الموديلات المختلفة
قصتنا لا تدور حول رشدي أو متجره أو سعاد
قصتنا هي بداخل عقل الفتاة الصغيرة
تأملت تلك الفتاة الرقيقة المعروضات بعينيها اللوزيتين
ودت لو تكبر كي ترتدي كل تلك الأزياء
لعنت في سخط هذا العالم الذي لا مكان فيه لمن هم دون التاسعة
و بالعالم
لم تكن تقصد سوى ما تراه عيناها
دمعت عيناها لأنها لن ترتدي تلك الملابس و التي-في رأيها-كانت أروع ما في الكون
بعد تلك الليلة
بنحو ثلاثة عشر سنة
وقفت فتاة في أوج سني مراهقتها أمام متجر رشدي تأملت المعروض من الملابس
هذه المرة
كانت فتاتنا كبيرة و ناضجة و ملائمة بما يكفي لما هو معروض من ملابس
تأملت الملابس و أعجبتها الموديلات
لكن قطرات من الدموع ترقرقت فوق خديها
هذه المرة كان الوزن هو مشكلتها
فوزنها لم يكن يسمح لها بارتداء الملابس المعروضة في هذا المتجر
تابعت طريقها و تركت أفكارها السلبية تغرقها في بحور من الكآبة
بعد تلك الليلة
بنحو عشرين سنة
وقفت سيدة أمام متجر رشدي
كانت تتذكر ذلك المتجر
و أنها بكت أمامه مرتين
ابتسمت
لم يكن مما هو معروض شيء يناسبها
و إن كان قد أعجبها
ليس لصغر عمرها أو كبر مقاسها-فهي الآن رشيقة بالنسبة لمن هم في عمرها-لكن السبب الرئيسي
أن الأيام قد علمتها شيءا بسيطا
ليست الدنيا هي متجر رشدي
هنالك متاجر أخرى
و عوالم أخرى لتراها
و في تلك الليلة
كانت سعيدة
فتح مالك باب متجر رشدي
وضع الصحف التي أحضرها فوق مكتب والده الأبنوسي
تأمل وجهه في المرآة و عدل من ياقة قميصه
تطلع إلى صورة والده المعلقة فوق المكتب و أحس بعينيه تكادان تدمعان
فاليوم قد مر أسبوعان على رحيل والده و عليه الآن أن يحمل تبعة المتجر
كان متجرا للملابس الجاهزة بشارع تجاري مشهور
في التاسعة مساء
وقفت السيدة سعاد و وحيدتها أمام المتجر تتطلع إلى الملابس و الموديلات المختلفة
قصتنا لا تدور حول رشدي أو متجره أو سعاد
قصتنا هي بداخل عقل الفتاة الصغيرة
تأملت تلك الفتاة الرقيقة المعروضات بعينيها اللوزيتين
ودت لو تكبر كي ترتدي كل تلك الأزياء
لعنت في سخط هذا العالم الذي لا مكان فيه لمن هم دون التاسعة
و بالعالم
لم تكن تقصد سوى ما تراه عيناها
دمعت عيناها لأنها لن ترتدي تلك الملابس و التي-في رأيها-كانت أروع ما في الكون
بعد تلك الليلة
بنحو ثلاثة عشر سنة
وقفت فتاة في أوج سني مراهقتها أمام متجر رشدي تأملت المعروض من الملابس
هذه المرة
كانت فتاتنا كبيرة و ناضجة و ملائمة بما يكفي لما هو معروض من ملابس
تأملت الملابس و أعجبتها الموديلات
لكن قطرات من الدموع ترقرقت فوق خديها
هذه المرة كان الوزن هو مشكلتها
فوزنها لم يكن يسمح لها بارتداء الملابس المعروضة في هذا المتجر
تابعت طريقها و تركت أفكارها السلبية تغرقها في بحور من الكآبة
بعد تلك الليلة
بنحو عشرين سنة
وقفت سيدة أمام متجر رشدي
كانت تتذكر ذلك المتجر
و أنها بكت أمامه مرتين
ابتسمت
لم يكن مما هو معروض شيء يناسبها
و إن كان قد أعجبها
ليس لصغر عمرها أو كبر مقاسها-فهي الآن رشيقة بالنسبة لمن هم في عمرها-لكن السبب الرئيسي
أن الأيام قد علمتها شيءا بسيطا
ليست الدنيا هي متجر رشدي
هنالك متاجر أخرى
و عوالم أخرى لتراها
و في تلك الليلة
كانت سعيدة