Friday 22 August 2008

Frankly my dear, i don't give a damn.

Scarlett: Rhett, Rhett... Rhett, if you go, where shall I go? What shall I do?
Rhett Butler: Frankly, my dear, I don't give a damn
شاهدت بالأمس الفيلم الأسطورة gone with the wind

و شعرت بما شعر به كل من يرآه,تشعر في هذا الفيلم أنك أمام ملحمة عن المراة أو الإنسان الذي قرر أن يتخل عن كل شيء من أهدافه الشخصية وطموحاته لإرضاء غروره, وفي ذلك فهو يستهين بكل ما حوله و يتخلى عن كل مباديء الشرف و لا يتوان عن كل ما هو دنيء فقط ليرضي غروره الشخصي و إرضاء نزواته التافهة..إلا أنك لا تملك إلا أن تعجب بشخصية "سكارليت أوهارا" التي فعلت كل شيء و قاومت المستحيل لتحقق ما أرادت ,لكنها استهانت بكل شيء و كل إنسان, لذلك تجد الجملة الاخيرة التي في اعتقادي ما هي إلا تجسيد لعبقرية"كلارك جايبل"التي تجلت في عدة مشاهد لن تمحى من ذاكرتي بسهولة , Frankly,my dear,i don't give a damn ...

مشهد آخر أعتبره تحفة من روائع السينما و هو عندما مات زوجها دفاعا عن شرفها أما هي فكل ما اهتمت به هو عشيقها وحبيبها الذي لم يردها يوما اما الزوج فهي لم تحبه و كان أداء الممثلة"فيفيان ليف" في هذا المشهد و غيره يفوق الوصف و يتخطى مقدرة الكلمات على التعبير,

مشهد آحر وجد في نفسي صدى و هو عندما دخلت إلى منزلها ووجدت والدها قد جن و رفضت الهزيمة أو الاستكانه كما أرادت غيرها من النساء,و لم تتوان عن فعل كل شيء فلحظة الجوع الذي شعرت به جعلتها امرأة أخرى جعلتها اسطورة ,فهي كلحظة تتويج الملكة و هو بالفعل ما سيبدو فهي عاشت بعد هذه اللحظة ملكة على كل من وقف بطريقها,فهي اللحظة التي أصبح المستحيل حقيقة و هي لحظة ولادة الوحش بداخل هذه الفتاة,و لكن شيء بداخلها يظل متعلقا بحلم الطفولة ذلك الشاب الذي سرقت معه لحظات الحب المحرم,فهي إنما ظنت أنه أحبها و لكن هو في الحقيقة لم يعط قلبه إلا للفتاة التي أحبها و التي أدت دورها ببراعة منقطعة النظير,حتى أنني في بعض اللحظات في الفيلم نسيت أن من أمامي ممثلين "في لحظة عودة زوجها مصاب مع و يبدو ثملا,ولحظة أن شكرت المرأة العشيقة".

و يبدأ الفيلم المقتبس عن رائعة"مارجريت ميشيل" و هي رواية مشهورة باتخاذ منحى قاس على مشاهديه و أبطاله فيتساقط الأبطال و يمروا بالمصائب التي لا تتوقف حتى ينتهي الفيلم...الفيلم مأساة حقيقية تغلفها اسطورة تارا

البلد التي كانت ح"scarlet" الحقيقي,فهي كما ورد في الفيلم تستمد قوتها من تراب تارا القرمزي,

و من العبارات التي ملأت فكري و اعطتني ذلك الإحساس الذي قل ان ينجح فيلم في تحقيقه:عندما قال حبيب سكارلت لزوجها متحدثا عن زوجته المريضه "ميلاني" و هي التي لم يرفض لها "ريت" زوج سكارليت اي طلب:

you too realized that she was the one with the heart

و لا ننس ايضا الاداء الجميل للمربية السمراء و التي لم يخل دورها من احتراف حقيقي للسينما و فهم للدور تحسد عليه.

من حيث الإخراج فالفيلمأعتبره أنا جوهرة ثمينة و أيقونه في متحف الإخراج السينمائي على مر العصور,فالمخرج الذي نقل لك فيلم بهذه الروعة و المتع البصرية و الصوتية و ذلك في زمن كانت السينما تحبو على أربع تكون كلمة عبقري أقل بكثير من أن تصفه,

من المشاهد الرائعة مشهد الفتاة و قد تجمع حولها الشبان وهب ترفضهم و شعر بانهم عبيدها و خدمها فيما هي تقبل الارض التي يمشي تحتها من أحبت رغم أنه لم يبد أنه أحبها,,و هو معنى معقد جدا فهي إنسان قد فرر أن يتخلى عن كل شيء:شرف,كرامة,إنسانية,زوج مخلص,حبيب من أجل رجل وجد امرأة أخرى يموت من أجلها,و في نهاية الفيلم نجدها قد ندمت على تفريطها في زوجها و بيتها و قررت القرار الذي أعاد لنا الأمل و هو مهما فقدت فهي ستكمل المسيرة أيا كان و أن غدا يوم آخر..وقد نقل المخرج هذه المشاهد في براعة قلما وجد لها نظير,فهو ليس الفيلم الذي قد تمل منه حتى بعد ثلاث ساعات و نصف من التسمر في مكانك تظل محبا لهذه الرائعة السينيمائية,و من المشاهد التي بها تجسيد لعبقرية المخرج مشهد الهرب من "اتلانتا" و الحريق لا سيما أن المخرج كان في زمان لم يعرفوا فيه من الخدع و المؤثرات إلا أقل القليل,فهو بحسابات ذلك العصر قد حقق المستحيل,

خلاصة القول الفيلم أروع من تصفه الكلمات فهو قصيدة شعر خطها كل من شارك فيه و أدى دوره ببراعة!!!

إذا كان لابد من انتقاد شيء في الفيلم فأنا أنتقد التصوير المخزي و المخجل للخادمة الشابة و التي بدت حمقاء جدا و لم يكن تمثيل الممثلة التي أدت الدور جميل أو حتى مرضي,و إن كنت لا أستبعد أن يكون ذلك مقصودا من المخرج,وأيضا دوري الاب و الزوج الكبير السن لم يأخذا حقهما من الإيضاح و التفصيل,,,,,مجمل الامر إذا كنت ممن يحبون السينما شاهد هذه الاسطورة قبل أن تموت و لا تنس المناديل لأن الفيلم به تراجيديا و مآس فظيعة..أنا شخصيا اقشعر جسدي أكثر من مرة!!!

No comments: