ترى هل كان بانتظاري لأكتب شيئاً عما سيدور برأسي عندما أراه؟
كان يتوسد مجموعة من ثلاثةكتب, و يغلق عينيه مستجديا أن يزوره النوم فوق ذلك الرصيف الذي اتخذه سريرا,متوسداً كتبه المفضلة و ملتحفاً السماء...
كنت أعبر الطريق,توقفت,كنت أعرف ذلك الرجل من قبل,في البداية أخذ سؤال من هو؟ يلح على ذهني,لم أعرف بالتحديد الرجل لكنه مألوف,تنامى هذا الشعور الغبي و الذي يدفعني لمحاولة تذكر شخص لا أعرفه,تذكرت!
هو:بائع الكتب المستعملة و القديمة على ناصية شارع اعتدت المرور به
كان هو
نعم,هو
هو
اقتربت قليلاً أتأمله في وضعه الجنيني و يده تقبض على كتاب ما..
لم يكن ميتاً
على الأقل بالمعنى الحرفي للكلمة
و لم يكن حياً كذلك,
أخرجت ورقة نقدية لأعطيها له,و بالفعل انحنيت تجاهه و نظري مركز على وجهه,لكني لم أضع الورقة بجانبه,تراجعت و استدرت مبتعداً عنه,
هذا الرجل مجنون تماماً:
ليس لأنه الآن ينام فوق الرصيف حقيقةً لا مجازاً, بل لأنه فكر في بيع الكتب كمهنة في هذا البلد الغبي,في هذا الزمن الغبي,و لهؤلاء البشر الأغبياء.
8\2\2011
Watercolor Painting Pans and Palettes for Artists
2 months ago