الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث".
قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .أيمكن هذا حقاً ؟نحن لا نشفى من ذاكرتنا .ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .
كنت المرأة التي أغرتني بأكل التفاح لا أكثر. كنت تمارسين معي فطرياً لعبة حواء . ولم يكن بإمكاني أن أتنكر لأكثر من رجل يسكنني, لأكون معك أنت بالذات في حماقة آدم !
عندما ابحث في حياتي اليوم, أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة حقاً.
الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه عليّ.
لأنَّني كنت اجهل وقتها أن الأشياء غير العادية, قد تجر معها أيضا كثيرا من الأشياء العادية .
عناوين كبرى.. كثير من الحبر الأسود. كثير من الدم. وقليل من الحياء .
هناك جرائد تبيعك نفس صور الصفحة الأولى.. ببدلة جديدة كل مره .هنالك جرائد.. تبيعك نفس الأكاذيب بطريقة أقل ذكاء كل مرّة ....وهنالك أخرى،
تبيعك تذكرة للهروب من الوطن.. لا غير
.وما دام ذلك لم يعد ممكنا, فلأغلق الجريدة إذن.. ولأذهب لغسل يدي .
أتوقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك.
" كان لا بد أن أضع شيئا من الترتيب داخلي.. وأتخلص من بعض الأثاث القديم . إنَّ أعماقنا أيضا في حاجة إلى نفض كأيّ بيت نسكنه ولا يمكن أن أبقي نوافذي مغلقه هكذا على أكثر من جثة ..إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير, وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئاً على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم... وامتلأنا بهواء نظيف ..." .
" في الحقيقة كل رواية ناجحة, هي جريمة ما نرتكبها تجاه ذاكرة ما. وربما تجاه شخص ما, على مرأى من الجميع بكاتم صوت. ووحده يدري أنَّ تلك الكلمة الرصاصة كانت موجّهة إليه...والروايات الفاشلة, ليست سوى جرائم فاشلة, لا بد أن تسحب من أصحابها رخصة حمل القلم, بحجة أنهم لا يحسنون استعمال الكلمات, وقد يقتلون خطأ بها أيّ احد .. بمن في ذلك أنفسهم , بعدما يكونون قد قتلوا القراء ... ضجراً !".
_ كنت اعتقد أن الرواية طريقه الكاتب في أن يعيش مرة ثانيه قصه أحبها.. وطريقته في منح الخلود لمن أحب .
- وربما كان صحيحا أيضا, فنحن في النهاية لا نقتل سوى من أحببنا.
شبيه بعلاقة حب بين رجل في سن اليأس, وريشة حبر بكر .الأول مرتبك وعلى عجل... والثانية عذراء لا يرويها حبر العالم
هنالك مدن لا تختار قدرها ...فقد حكم عليها التاريخ, كما حكمت عليها الجغرافيا, ألا تستسلم ...ولذا لا يملك أبناؤها الخيار دائما .
ذلك الموت الذي اخترنا له اسما آخر أكثر إغراءً، لنذهب دون خوف وربما بشهوة سريه, وكأننا نذهب لشيء آخر غير حتفنا .لماذا نسينا يومها أن نطلق على الحرية أيضا أكثر من اسم؟ وكيف اختصرنا منذ البدء حريتنا.... في مفهومها الأول ؟
واكتشفت في المناسبة نفسها، أنني ربما كنت الوحيد الذي لم يترك خلفه سوى قبر طريّ لأم ماتت مرضاً وقهراً، وأخٍ فريد يصغرني بسنوات، وأب مشغول بمطالب عروسه الصغيرة.لقد كان ذلك المثل الشعبي على حقّ "إن الذي مات أبوه لم يتيتَّم.. وحده الذي ماتت أمه يتيم".
وكيف لك لحظتها أن توقفها دون أن تصطدم بالصخور، وتتحطم في زلّة ذكرى؟وها أنت ذا، تلهث خلفها لتلحق بماضٍ لم تغادره في الواقع، وبذاكرة تسكنها لأنها جسدك.
جسدك المشوه لا غير
إن الابتسامات فواصل ونقاط انقطاع.. وقليل من الناس أولئك الذين ما زالوا يتقنون وضع الفواصل والنقط في كلامهم".*
تزودت منك بآخر نظرة، وأنت تصافحينني قبل أن تنسحبي.
كان في عينيك دعوة لشيء ما..كان فيهما وعد غامض بقصة ما..
كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب..
وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي من كوارث بعد ذلك بسببهما
أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة *** وقد عشت دهراً لا أعد الليالي
اترى أهكذا يبدأ الحب دائماً، عندما نبدأ في استبدال مقاييسنا الخاصة، بالمقاييس المتفق عليها، وإذا بالزمن فترة من العمر، لا علاقة لها بالوقت؟
اكتشفت لحظتها، أنني خلال الخمس والعشرين سنة التي عشتها بذراع واحدة، لم يحدث أنني نسيت عاهتي إلا في قاعات العرض.
، ولمعطوبي الحروب شيء من القداسة بين الناس. كانوا يوحون بالاحترام أكثر مما يوحون بالشفقة. ولم تكن مطالباً بتقديم أي شرح ولا أي سرد لقصتك.
كنت تحمل ذاكرتك على جسدك، ولم يكون ذلك يتطلب أيّ تفسير.
. ثم تقرأ على بعض الكراسي تلك العبارة:"أماكن محجوزة لمعطوبي الحرب والحوامل..".
لا ليست هذه الأماكن لك.
شي من العزّة، من بقايا شهامة، تجعلك تفضّل البقاء واقفاُ معلقاً بيد واحدة
إنها أماكن محجوزة لمحاربين غيرك، حربهم لم تكن حربك، وجراحهم ربما كانت على يدك.
أما جراحك أنت.. فغير معترف بها هنا!!!!!!!!!!!!!
تعيش في بلد يحترم موهبتك ويرفض جُروحك.
وتنتمي لوطن، يحترم جراحك ويرفضك أنت.
فأيهما تختار..
وأنت الرجل والجرح في آن واحد
لا شي يسمع الحماقات الأكثر في العالم.. مثل لوحة في متحف!".
مات (سي طاهر) طاهراً على عتبات الاستقلال.
لا شيء في يده غير سلاحه. لا شيء في جيوبه غير أوراق لا قيمة لها.. لا شيء على أكتافه سوى وسام الشهادة.الرموز تحمل قيمتها في موتها..
في ذلك اليوم الأخير، حاول (سي طاهر) أن يحافظ على نبرته الطبيعية،
وراح كما كان يودعني كل مرة قبل معركة جديدة.
ولكن هذه المرة كان يدري أنه يعدّني لتحمل معركتي مع القدر.
بدأت وقتها فقط أتحول على يد الثورة إلى رجل،
وكأن الرتبة التي كنت أحملها قد منحتني شهادة بالشفاء من ذاكرتي.. وطفولتي.
كنت ألقي بنفسي على الموت في كل مرّة،
وكأنني أتحداه أو كأنني أريد بذلك أن يأخذني بدل رفاقي الذين تركوا خلفهم أولادهم وأهلهم ينتظرون عودتهم.وكنت كل مرة أعود أنا ويسقط آخرون، وكأن الموت قرر أن يرفضني..
ربما تخجل أن يراها بعض معارفها وهي مع رجل عربي، يكبرها بعشر سنوات، وينقصها بذراع!
أين هو الدكتور "كابوتسكي" ليرى ماذا فعلت بيدٍ واحدة..
ذلك الذي لم أسأله يوماً ماذا فعل بيدي الأخرى!
أجمل أول خمسين صفحة أقرأها في رواية بجد كلام أحلام مش طبيعي و في إشاعة إن اللي كتب الكلام دا نزار قباني نفسه!!!!!!!!!!
2 comments:
اشترك معك فى عشق تلك الرواية تشبيهاتها الاكثر من رائعة ...طريقة السرد...الشخصيات
لابد ان تقرأ الجزء التانى "فوضى الحواس" حيعجبك جدا
akeed lazem 2akra2o youman ma,
thanks for the nice comment
Post a Comment