Monday 13 July 2009

ديجا فو (شوهد من قبل)-قصة



جلست الفتاة ذات العشرين ربيعا تراقب رواد المطعم الكثيرين,لقد كان وقت الغداء و كان مطعما ذو سمعة طيبة
لا تدري لم شعرت بالألفة مع هذا المكان الغريب الذي تخطوه للمرة الأولى,
لا تدري لم قرر هو أن يكون لقاءهما هنا في هذا اليوم,,
كانت قد جاءت قبل موعدها بربع ساعة-لقد علمها هو أن تأتي لموعد هي حددته قبل الوقت بخمس دقائق و لموعد فرض عليها بعده بعشر-دائما أحبت نصائحه,
لكن شعورا عاما بعدم الارتياح اجتاح خيالها و أعادها لحلم رأته منذ كانت طفلة ذات ضفائر,
كان ذلك هو نفس المكان,
كانت ذاكرتها مشوشة,
كانت تنتظره كعادتها مع شخص أحبته بكل خلاياها,
عبس وجهها و هي تحاول تذكر الحلم القديم من طفولتها,
,جلست تداعب السكين بأناملها و لفت انتباهها انتبهت لحدة السكين فقد اشتهر عن ذلك المطعم بتقديمه اللحوم التي تستدعي و جود سكاكين صلبة,
كانت تدور في رأسها أفكار متنوعة,أخذت تلك الأفكار المجنونة تتصارع داخل رأسها الجميل,
شعرت أنها رأت هذا المكان مسبقا لكن الذكرى كانت غامضة,
كان الجدار المقابل لها قد استحال مرآة ضخمة وهي خدعة تعرف هي أنها تعطي احساساة بالاتساع,
أخذت تنقر بأناملها المطلية بالأسود فوق المائدة,بينما تراقب الآخرين بتلذذ,كانت تحب مراقبة الآخرين ربما كان ذلك ناتجا عن الوحدة و العزلة اللتان تحرقان روحها المرهفة لكنها اليوم ترقبهم بحثا عن شخص ما رأته أيضا مسبقا ,,
استسلمت لدمعة حارة هطلت فوق خدها حاملة معها ألم عذب روحها حينا فقد ذكرت ذلك الحلم البغيض,
لقد استمر الحلم الغبي يأتيها على فترات منذ كانت طفلة,
لحظته قادما في المرآة كعهدها به يأتي لينقذها وقت حزنها,
وقفت لتحييه و تطبع قبلة فوق خده الأسمر و تحتضنه علها تشعر بقربه و تستمد منه الأمان الذي تريد,
جلس أمامها و ابتسم في حنان,
فتح كيسا كان أحضره و أخرج منه شيء لطالما انتظرته منه,
سألها عما يكدر صفوها,
أخبرته بعدم ارتياحها للمكان و انقباضها منه,
كانت تخبره بكل صغيرة و كبيرة منذ كانت طفلة صغيرة فقد كان والدها,
بل و أمها,
فقد رحلت والدتها منذ زمان بعيد,
أخبرته بضرورة الذهاب في الحال,
تغير سمته من الانبساط و البهجة إلى الانقباض و العبوس لما قرأه من هلع في عيني ابنته الوحيدة,
أخبرها أن تطرد الأوهام,
قالت له أنها رأت رجلا كريها في الحلم و كانت تراه هو يقف بجانب الحمام في نهاية الصالة و أراد بوالدها شرا,
لما سألها أن تكمل دخلت في نوبة من الدموع الغزيرة حتى احتضنها و اعتذر لرواد المطعم الذين توقف بعضهم عن تناول الطعام و تبادل الأحاديث ليرى سبب البكاء و الصراخ,
أخبرها أن تهدأ و ترقبه,
كان يعاملها منذ كانت طفلة كصديق عاقل,
تقدم للمكان الذي قد رأته هي مسبقا ووقف هناك,
قال لها أن لا شيء حدث و لن يحدث شيء فذاك مطعم فخم و رواده محترمون و لا خوف عليهما هناك,
ابتسمت و حيته برأسها,
نظرت لحظة في المرآة فرأت الرجل الآخر,
كان يسير باتجاه الحمام و في تلك اللحظة المصيرية كان خلف كتفها الأيمن
رأته كما رأته في الحلم سابقا,
ارتعد جسمها كله بعنف و انهمرت الدموع من عينيها,
قبضت يدها اليسرى على السكين بكل قوتها,
وقفت في مكانها و غرست السكين بكل قوتها في عنقه.
……………………………………………….
تمت


سيد شيبه-الله يرحمه

............................................................

الصورة:من فلم

When Harry met Sally

و لا توجد أدنى علاقة من قريب أو بعيد بين المشهد و أحداث القصة

2 comments:

نعكشة said...

البنت راحت في ابو نكلة

كل دة عشان عاملة صوابعها بموريكين أسود :)

لأ عجبتني
عشان متوقعتش نهايتها
توقت ابوها يموت و القصة تخلص و نعيط بقة

لأ حلوة

رحمه الله و ادخله فسيح جناته

سلام عليك

إنسان said...

أنا أسعد إنك قريتيها أصلا