Friday 27 August 2010

طريق الليسي - قصة قصيرة


في عصر يوم حار,وجده في طريقه إلى المنزل,كان عائدا من مدرسته العتيقة,و في الطريق المعتاد,وجده هكذا-كجملة اعتراضية-أمامه,التقطه بسرعة و حذر وهويتلفت حوله في خوف ليتأكد أن لا أحد هناك,تذكر ما أخبره والده أن يسأل عل أحدهم فقد ما وجد,لكنه قال لنفسه:أن أي شخص يسأله لا بد سيكذب و يدعي أن تلك التحفة له,لذلك أخذ يجري إلى البيت,تصاحبه الأحلام الحلوة و الصور الممتعة لأوقات سيقضيها مع كنزه.



دخل بيته مرتبكا و متلهفا حتى أنه نسي إلقاء التحية على والده,الجالس يقرأ الصحيفة و يدخن و الذي استغرب من تصرف ولده الشاذ,دخل الغرفة و أغلق الرتاج من الداخل,نزع حقيبة ظهره و أسرع إلى علبة حذاء قديم كانت تحت سريره و يجمع فيها ما يعجبه من صور ممثلات و لاعبي كرة و سيارات وأشياء أخرى,أخرج شريط كاسيت لمطرب شاب يقلده في ملابسه و تسريحة شعره كان خاله أهداه إياه في عيد ما.


وضع الشريط في المسجلة بفرح شديد و سعادة تميز الأطفال في هذا السن,لم يحدث و لم يخرج صوت المطرب الشاب,انزعج جدا لما حدث امتعض,نظر قليلا للمسجلة,تأجد من توصيلها بالكهرباء,فكر قليلا,أخرج الشريط في اشمئزاز,و ألقاه بعيدا و ضحكة انتصار فوق شفتيه.


خرج إلى غرفة المعيشة,كان والده قد اختفى لسبب ما,فتح الخزانة و أخرج مجموعة شرائط قديمة اعتاد والده أن يستمع إليها منذ سنوات,عاد إلى الغرفة,نسي أن يغلق الباب من شدة الحماس,أخذ يجرب كل شريط من المجموعة,وعندما لا يعمل كان يلقيه بعيدا,بعد قليل تحول القلق إحباطاً,بدأت الدموع تتساقط فوق خده عندما لم تعمل الشرائط,عندما نفذت الشرائط كان قد تعب,احتضن مسجلته و نام بملابس المدرسة و حذائه الذي لم يخلعه ليحلم بتغير حياته إلى الأفضل , و كيف عندما تعمل المسجلة سيباهي بها أصدقاءه الذين سيحسدونه.


استيقظ على نغمات أغنية قديمة انتهى زمانها قادمة من غرفة المعيشة,لاحظ اختفاء المسجلة و الشرائط و الحذاء الذي تم انتزاعه,تملكته فرحة و طرب بسماع الموسيقى و خرج مسرعا نحو غرفة المعيشة.


وجد والده جالسا يستمع إلى الأغنية من مسجلة أخرى كانت بالخزانه و في يده استقرت علبة الشريط,انتبه الوالد و قال له:


لقد تخلصت من المسجلة الخربة...إنها لا تعمل!

No comments: