"The first rule in fight club is: you don't talk about fight club
The second rule about fight club is: you DO NOT talk about fight club"
The novel Fight Club-Chuck palanhiuk
"الساعة الآن الثانية صباحا بتوقيت مدينة القاهرة نترككم الآن مع فاصل من الموسي……"
هكذا يتكلم رجل يبدو من صوته الوقار و سنه الذي تخطى الأربعين ها هو يسلي من يسمع المحطة الغير مشهورة بالمرة بتذكيره بالوقت المحلي, أحب فكرة أن يذكرك أحد ما بالوقت فهو كالواشي الذي يخبرك عن أعظم لصوص التاريخ مكرا و دناءة
لكن هذا الرجل هل يحب عمله؟
هل إعلان التوقيت لجيل لا يهتم بالوقت و لا يسمع الراديو هو عمل يدر المال ,أتذكر كلمات البشبوري:
نحن أولاد التاريخ الأوسطون نحن جيل ربانا التلفيزيون و أخبرنا أنه يوما ما سنصير مليونيرات و نجوم سينما و موسيقا روك لكن ذلك لا يحدث و نحن نتعلم هذه الحقيقة ببطء شدييييد ونحن حقا غاضبون
أنا لا أشكو من شيء سو الملل من كل شيء في الحياة,حياتي كلها خدعة كبيرة أحيانا أشعرأن
مولدي كان غلطة أدفع ثمنها حتى اليوم
يقول البشبوري:
نحن أبناء التاريخ الغير مرغوب فيهم نحن الأبناء الغير شرعيون للتاريخ لم نخض حربا كبرى لم نحترم ماضينا و لا ندري شيء عن مستقبلنا تم إخبارنا عن الشيء الصحيح من أناس لا يعيشون فعلا بالشكل الصحيح
أحلامنا غير موجودة و إن وجدت فهي غير مرئية لأحد و خاصة لنا!!!!!
لم نتبع أحلامنا بل تبعنا ما بدا لأهلنا (الذين لم يعرفوننا و لم نعرفهم) أنه الشيء الصواب!!!!!
كل ما نعرفه عن الماضي أن انقلاب يوليو غير العالم للأبد كل ما نعلمه أن حياتنا أفضل من حياة أسلافنا و أن يوليو غير كل شيء و تلك هي الحقيقة و إن كانت بالشكل العكسي!!!
كل خياراتنا كانت الأسهل كل الطرق التي نسلكها هي الأيسر كل أيامنا تتجه لمستقبل غامض يلعب السرير فيه دورا مهماً!!!!!
لو كانت الحياة كما نعيشها فالموت يعد تسلية أو نزهة نيلية جميلة!!!
و البشبوري - كما يعلم الجميع- هو صديقي المفضل كان البشبوري عندما التقيته هو كل ما رغبت يوما أن أكونه,تراه واقفا بجسده الذي قد من الصخر و وجه الذي لا يعرف المزاح و قد نزع قميصه ليقف عاري الجذع أمام المرآة و قد ارتسمت على وجهة أفظع علامات الثورة و الغضب و يقول:
-يا ابن ال"….." أنت مجرد صرصور في ميدان رمسيس الساعة اتناشر الضهر, إنتا ولا حاجة يا "…." إنتا ما تستحقش النفس اللي بتاخده,طول عمرك محايد زي البصلة اللي ملهاش ريحة, كوباية شاي فتلة من غير سكر منتاش تقيل ملكش طعم المية حتى"
ينظر لي في ذهول و يقول:
و انتا بتبص على إيه يا جزمة دا إنتا ألعن مني على الأقل أنا مش مريض بالفصام يا "….."
أرجوك دعني أوضح أنني أنا لست المجنون الذي يكلم نفسه هنا
أنا الآن أنفذ ما أملاه البشبوري على جميع الرجال أخبرنا أن نقدم ضحايا بشرية أن نقتل أربعة أشخاص و نحضر كإثبات أي شيء بطاقة كارنيه أي شيء
كانت تلك فكرته و أفكار البشبوري دوما عظيمة
و أنا الوحيد الذي يعلم مصدرها و هو "جوينت الحشيش" الذي لا يفارق يده و إذا قلت له أن ذلك إفساد لصحته و أفكاره الخلاقة يقول لك:
-الحشيش لو غلط أدينا بنحرقه,و لو كويس أدينا بنشربه
بالطبع كلمات البشبوري كانت لنجيب محفوظ فالبشبوري مثقف أكثر مما تتصور!!!!
ركنت سيارتي الجميلة بالقرب من دكان "سايبر" وحيد في ظلمة الليل لقد اخترت أن تكون ضحيتي الأولى شاب في سن قرب سني يعيش نفس مأساتي,لكن بشكل مختلف!!!!
كان شكلي لا يوحي بما انتويت القيام به و ذلك هو رهاني فلو كان أحد سكان الحارة يستمتع بهواء الليل ضاع مستقبلي الإجرامي في لحظات و انتهت كل أفكار البشبوري البديعة التي ستجعل عالمنا ألطف!!!
أنا هزيل الجسد لا يوحي مظهري بالقوة أو الضخامة و تلك كانت صفات ضحيتي أيضا , شعري المصفف و ملابسي الكاجوال العادية و ذقني الحليقة و عطر "أوبن" فائح الرائحة لا توحي بأي شيء و النظرة البلهاء الموحية بالطيبة و التي رافقتني طوال حياتي حتى ظهر البشبوري في عالمي ,. كل ذلك يجعل مني "ابن ناس" في نظر أي شخص "عبيط" : أي في نظر "90%" من البشر!!!!
أخرجت موسى الحلاقة من ورقة التغليف و قمت بكترة حيث يصبع لدي اثنان لكل منهما شفرة و جانب غير حاد…..
ربما لم يسمم البشبوري كل أفكاري بعد أو أن نمط حياتي المستسهل و "الطيب" يجعلني أرش كولونيا!!!!
يصر البشبوري على أهمية أن يكون الموسى من مخلفات حلاق لا يراعي تغيير الموسى بعد كل "زبون" لضمان وجود فيروس "س",يقول أيضا أن حد الموسى يجب أن يكون "تالم" فهذا يطيل العملية و يجعل للأمر إثارة و متعة لا حد لهما بل يضيف إن أجمل ما في الموضوع هو وضع الموسى يومين في بصلة أو سمك نييئ
فهذا يجعل جرح الوجهة غائرا و يجعل من الطبيب الذي يستطيع تقطيب هذا الجرح دون أن يكون للمصاب ندبة بحجم فمه بطلا قوميا يستحق أن يطلق اسمه على ميدان عام أو محطة مترو!!!
كان أسلوب البشبوري في المزاح من نوع الكوميديا السوداء:
أصلا هو يعمل "طيار"
و يريد أن يكون سائق تاكسي ,في البداية ضحكت من اللفظ لأنه ذكرني بمقولة شهيرة في فيلم لمحمد سعد
لكنه أفهمني أن طيار هو الشاب الذي يوصل الطلبات إلى المنازل
- "ديلفري بوي" يعني و لا متعرفهمش؟دا إنتا عمارتكم هي المطار الدولي يا راجل بس حلمي أشتغل سواق على تاكسي....
لا أنسى يوم التقيت البشبوري أبدا كنت متعبا و فاشلا و أشعر بكل ملل الدنيا لم أرغب يوما بالزواج أو أي شيء آخر يعتبر البعض أن النقود هي كل ما يهم لكن :
ثق تماما أن من قال لك ذلك لم يمتلك نقودا في حياته!!!!
عندما يكون لديك كل شيء تحتاج لمن يأخذ منك كل شيء و يتركك شيئا جديدا شيء له معنى أكبر من كل شيء!!!
و هنا ظهر البشبوري بجانبي على كرسي على كورنيش النيل في الخامسة فجرا –لم أكن قد نمت ليلتها للحظة- ظهر بعد أن غفلت عيني دقائق خلتها ثوان....
كان – كما أخبرني – في رحلة إلى "كالفورنيا" (جاردن سيتي بلغة البشبوري) و أخبرني عن أسلوبه في المزاح بعد أن أخبرته باسمي و انطلقت في سرد قصة حياتي الغريبة و التي تتلخص هو أنها بلا معنى واحد!!!!!
يقول البشبوري:
- تعرف إن أحلى نكت في العالم ميعلمهالكش إلا حلاق!!!
- إزاي يا مان؟؟؟
- دا موس حلاقة , أحد من سيف صلاح الدين القليوبي,
زي مانتا شايف ده أنا كسرته و في ليه نص تاني!!! تعرف فين النص التاني
- في دكانة الحلاق؟؟؟
- لأ دا في شيكن بانيه حجم متوحش اكسترا مايونيز و اكسترا ماشرووم من غير خس!!! و ما طلبتش كاتشب فأنا اتبرعت و أخدت اللي حاطه "اسماعيل" عشان متفتحش الساندويتش بالغلط, كل ما عليك عمله هو غرز الموس في حتة الفراخ بالطول كأنك بتركب مشرط جراحة بالظبط أو زي ما بتحط ورقة في كشكوول
- ..................
- تعرف؟؟ طول عمري بحب النكت أوي و المقالب! دا من أجمد المقالب اللي عملتها في حياتي!! والأجمل إن البنت ادتني تبس عشرة جنيه بحالهم!!بس تعرف كانت بنت زي الملاك ما هي من سكان "لوس أنجلوس" , تخيل قطمة شيكن بانية كبيرة و نهمة و بدون تفكير؟؟؟
و تبدأ البنت اللي زي القمر تمضغ بكل ما عندها من طاقة , هي ممكن تكشف اللعبة و ما يحصلش حاجة لكن حلمي هو إنها تعمل كدا و ما تحسش مع أول قطمة و تستمر في المضغ أو حتى "تظلط" تخيل المعدة و هي تعصر الموسى عصرا تخيل المريء و حركته الدودية الرائعة حول الموسى الذي حرصت على أن يلامس مخلفات حصان عشان يلقط أكبر عدد من "التيتانوس"
, زمان كنت باستخدم المشارط من مخلفات الأطباء اللي بيحرؤوها كنت بجيبها من واحد "معرفة" في مستشفى "...."....
- يااااه داانا باشتغل هناك,لأ إحنا عندنا النظام ميسمحش لمخلوو...
- يا عم اسكت بلا أفية و كلام دكاترة ملوش رجلين,اسمع بس كدة و تخيل البنت "اللي زي القمر" و هي بتمضغ و الموسى بينغرس في خدها الناعم, تخيل الفتحة الفظيعة , تخيل الأكل و هو بينزل من خدها و هي مش عارفة اللي جرى أصلاً
- حتى لو كشفت الموضوع و اتصلت بالمطعم أو حتى رفعت قضية أنا مجرد طيار و بصماتي مش عالموس , أصلا دا موس الطباخ "ياسر" اللي حلق بيه الساعة اتناشر و بصماته عليه و أنا أصلا دقني "زي مانتا شايف" محلقتش بقالي أسبوع و شكلي مبهدل!!!!
- إنتا يا مجنون يا بتهرتل يا عم إنتا , هتستفيد إيه يعني؟؟
- و إنت هتستفيد إيه لو عشت طول عمرك كدا؟؟؟قاعد بتكلم نفسك قدام النيل تحت عمارتكو
- .......................
- الموضوع ابتدى تفافة عادية في فاهيتا لحمة لواحد وزن الفيل ساكن في الدور العاشر و ما ادنيش بقشيش , و لا حتى إداني وش حلو بالعكس دا شتمني و شتم أبويا و احتقر عملي الذي أحبه, قمت خدت الأكل بتاعة و تفيت جواه ,بعدها بيومين كان طالب شيش طاووق مليت قطع اللحم البايظ أصلا بالدبابيس بتاعت الطرح , طبعا معدتش هوبت ناحية المطعم تاني....لكن استنيت قدام الشقة لغاية ما استمتعت بكل صرخة من صرخاته لغاية ما حسيت بعييطه كأنه موسيقى!!!
كانت دي أجمل مرة بصراحة و بعدها بقت هواية زي جمع الطوابع أو الرسم: أوصل الطلبية و بعدين أرجع آخد البطاقة و كل متعلقاتي و أدعي إن أمي مريضة أو أختي والدة في البلد و لازم أروح المحلة فوراً....
كانوا بيرقوا لحالي و شكلي الغلبان ...و طبعا كنت بارمي شريحة الموبايل و مفيش مخلوق كان بيعرف أنا مين و لا ساكن فين!!!!
- طب البنت دي ذنبها إيه
- ذنبها إن ياسر قال عني كلام مش ولا بد للريس و كان لازم أربيه , ذنبها إنها طالبة شيكن بانيه و مفيش خس,ذنبها إن أنا اللي وصلت الأوردر , ليه متسميهووش قدر أو لحظة حاسمة في حياتها , و بعدين:
فكر في الموضوع على أنه تخلص من العمالة زائدة
أصلا الراجل التخين الأولاني مغلطش فيا لما شتمني أو شتم أبويا إحنا الاتنين فعلا نستحق الشتيمة لا أنا رحت المريخ أو اخترعت لمبة الكهربا و لا هو رباني!!!
أنا بعمل كل دا عشان دمااااغي متبظش زي مقلتلك فكر فيها كأنها تخلص من عمالة زايدة كنوع من أنواع تفسير كلمة بطالة أو معاش مبكر!!!!!
لو عايز نصيحة : خليك في الفول و الطعمية تكسب , مفيش واحد من الغباء إنه يعمل سندوتش فول مضروب!!!زي ما انتا عارف إنه الوجبة الرسمية عندنا و العبث بها يعتبر لعب في الوقت بدل الضايع!!!!هو احنا ناقصين ضرب؟؟؟؟
تعفر؟؟؟؟
- شكرا ما بدخنش بس بيني و بينك كلامك حلو مع إني مش مصدق و لا كلمة
مع إن كلامه كان باستخفاف من يقول الحقيقة كان كضميري الذي لا يكذب و إن كذبته مرارا!!
كنت في داخلي أشعر بنور من نوع خاص بنوع غريب من الحرية التي كنت أحلم بها من "الطيران" الذي لم أعرفه إلا جالسا كما تجلس أنت في الأوتوبيس , إن ما يعرضه عليك البشبوري هو طيران حقيقي أن تركب أجنحة وتطير....
من هذا اليوم لا آكل خارج البيت مهما جرى و مهما كانت الظروف!!!!!!
....................................
يتبع.............
...........................
أحمد طارق أبودنيا2
هكذا يتكلم رجل يبدو من صوته الوقار و سنه الذي تخطى الأربعين ها هو يسلي من يسمع المحطة الغير مشهورة بالمرة بتذكيره بالوقت المحلي, أحب فكرة أن يذكرك أحد ما بالوقت فهو كالواشي الذي يخبرك عن أعظم لصوص التاريخ مكرا و دناءة
لكن هذا الرجل هل يحب عمله؟
هل إعلان التوقيت لجيل لا يهتم بالوقت و لا يسمع الراديو هو عمل يدر المال ,أتذكر كلمات البشبوري:
نحن أولاد التاريخ الأوسطون نحن جيل ربانا التلفيزيون و أخبرنا أنه يوما ما سنصير مليونيرات و نجوم سينما و موسيقا روك لكن ذلك لا يحدث و نحن نتعلم هذه الحقيقة ببطء شدييييد ونحن حقا غاضبون
أنا لا أشكو من شيء سو الملل من كل شيء في الحياة,حياتي كلها خدعة كبيرة أحيانا أشعرأن
مولدي كان غلطة أدفع ثمنها حتى اليوم
يقول البشبوري:
نحن أبناء التاريخ الغير مرغوب فيهم نحن الأبناء الغير شرعيون للتاريخ لم نخض حربا كبرى لم نحترم ماضينا و لا ندري شيء عن مستقبلنا تم إخبارنا عن الشيء الصحيح من أناس لا يعيشون فعلا بالشكل الصحيح
أحلامنا غير موجودة و إن وجدت فهي غير مرئية لأحد و خاصة لنا!!!!!
لم نتبع أحلامنا بل تبعنا ما بدا لأهلنا (الذين لم يعرفوننا و لم نعرفهم) أنه الشيء الصواب!!!!!
كل ما نعرفه عن الماضي أن انقلاب يوليو غير العالم للأبد كل ما نعلمه أن حياتنا أفضل من حياة أسلافنا و أن يوليو غير كل شيء و تلك هي الحقيقة و إن كانت بالشكل العكسي!!!
كل خياراتنا كانت الأسهل كل الطرق التي نسلكها هي الأيسر كل أيامنا تتجه لمستقبل غامض يلعب السرير فيه دورا مهماً!!!!!
لو كانت الحياة كما نعيشها فالموت يعد تسلية أو نزهة نيلية جميلة!!!
و البشبوري - كما يعلم الجميع- هو صديقي المفضل كان البشبوري عندما التقيته هو كل ما رغبت يوما أن أكونه,تراه واقفا بجسده الذي قد من الصخر و وجه الذي لا يعرف المزاح و قد نزع قميصه ليقف عاري الجذع أمام المرآة و قد ارتسمت على وجهة أفظع علامات الثورة و الغضب و يقول:
-يا ابن ال"….." أنت مجرد صرصور في ميدان رمسيس الساعة اتناشر الضهر, إنتا ولا حاجة يا "…." إنتا ما تستحقش النفس اللي بتاخده,طول عمرك محايد زي البصلة اللي ملهاش ريحة, كوباية شاي فتلة من غير سكر منتاش تقيل ملكش طعم المية حتى"
ينظر لي في ذهول و يقول:
و انتا بتبص على إيه يا جزمة دا إنتا ألعن مني على الأقل أنا مش مريض بالفصام يا "….."
أرجوك دعني أوضح أنني أنا لست المجنون الذي يكلم نفسه هنا
أنا الآن أنفذ ما أملاه البشبوري على جميع الرجال أخبرنا أن نقدم ضحايا بشرية أن نقتل أربعة أشخاص و نحضر كإثبات أي شيء بطاقة كارنيه أي شيء
كانت تلك فكرته و أفكار البشبوري دوما عظيمة
و أنا الوحيد الذي يعلم مصدرها و هو "جوينت الحشيش" الذي لا يفارق يده و إذا قلت له أن ذلك إفساد لصحته و أفكاره الخلاقة يقول لك:
-الحشيش لو غلط أدينا بنحرقه,و لو كويس أدينا بنشربه
بالطبع كلمات البشبوري كانت لنجيب محفوظ فالبشبوري مثقف أكثر مما تتصور!!!!
ركنت سيارتي الجميلة بالقرب من دكان "سايبر" وحيد في ظلمة الليل لقد اخترت أن تكون ضحيتي الأولى شاب في سن قرب سني يعيش نفس مأساتي,لكن بشكل مختلف!!!!
كان شكلي لا يوحي بما انتويت القيام به و ذلك هو رهاني فلو كان أحد سكان الحارة يستمتع بهواء الليل ضاع مستقبلي الإجرامي في لحظات و انتهت كل أفكار البشبوري البديعة التي ستجعل عالمنا ألطف!!!
أنا هزيل الجسد لا يوحي مظهري بالقوة أو الضخامة و تلك كانت صفات ضحيتي أيضا , شعري المصفف و ملابسي الكاجوال العادية و ذقني الحليقة و عطر "أوبن" فائح الرائحة لا توحي بأي شيء و النظرة البلهاء الموحية بالطيبة و التي رافقتني طوال حياتي حتى ظهر البشبوري في عالمي ,. كل ذلك يجعل مني "ابن ناس" في نظر أي شخص "عبيط" : أي في نظر "90%" من البشر!!!!
أخرجت موسى الحلاقة من ورقة التغليف و قمت بكترة حيث يصبع لدي اثنان لكل منهما شفرة و جانب غير حاد…..
ربما لم يسمم البشبوري كل أفكاري بعد أو أن نمط حياتي المستسهل و "الطيب" يجعلني أرش كولونيا!!!!
يصر البشبوري على أهمية أن يكون الموسى من مخلفات حلاق لا يراعي تغيير الموسى بعد كل "زبون" لضمان وجود فيروس "س",يقول أيضا أن حد الموسى يجب أن يكون "تالم" فهذا يطيل العملية و يجعل للأمر إثارة و متعة لا حد لهما بل يضيف إن أجمل ما في الموضوع هو وضع الموسى يومين في بصلة أو سمك نييئ
فهذا يجعل جرح الوجهة غائرا و يجعل من الطبيب الذي يستطيع تقطيب هذا الجرح دون أن يكون للمصاب ندبة بحجم فمه بطلا قوميا يستحق أن يطلق اسمه على ميدان عام أو محطة مترو!!!
كان أسلوب البشبوري في المزاح من نوع الكوميديا السوداء:
أصلا هو يعمل "طيار"
و يريد أن يكون سائق تاكسي ,في البداية ضحكت من اللفظ لأنه ذكرني بمقولة شهيرة في فيلم لمحمد سعد
لكنه أفهمني أن طيار هو الشاب الذي يوصل الطلبات إلى المنازل
- "ديلفري بوي" يعني و لا متعرفهمش؟دا إنتا عمارتكم هي المطار الدولي يا راجل بس حلمي أشتغل سواق على تاكسي....
لا أنسى يوم التقيت البشبوري أبدا كنت متعبا و فاشلا و أشعر بكل ملل الدنيا لم أرغب يوما بالزواج أو أي شيء آخر يعتبر البعض أن النقود هي كل ما يهم لكن :
ثق تماما أن من قال لك ذلك لم يمتلك نقودا في حياته!!!!
عندما يكون لديك كل شيء تحتاج لمن يأخذ منك كل شيء و يتركك شيئا جديدا شيء له معنى أكبر من كل شيء!!!
و هنا ظهر البشبوري بجانبي على كرسي على كورنيش النيل في الخامسة فجرا –لم أكن قد نمت ليلتها للحظة- ظهر بعد أن غفلت عيني دقائق خلتها ثوان....
كان – كما أخبرني – في رحلة إلى "كالفورنيا" (جاردن سيتي بلغة البشبوري) و أخبرني عن أسلوبه في المزاح بعد أن أخبرته باسمي و انطلقت في سرد قصة حياتي الغريبة و التي تتلخص هو أنها بلا معنى واحد!!!!!
يقول البشبوري:
- تعرف إن أحلى نكت في العالم ميعلمهالكش إلا حلاق!!!
- إزاي يا مان؟؟؟
- دا موس حلاقة , أحد من سيف صلاح الدين القليوبي,
زي مانتا شايف ده أنا كسرته و في ليه نص تاني!!! تعرف فين النص التاني
- في دكانة الحلاق؟؟؟
- لأ دا في شيكن بانيه حجم متوحش اكسترا مايونيز و اكسترا ماشرووم من غير خس!!! و ما طلبتش كاتشب فأنا اتبرعت و أخدت اللي حاطه "اسماعيل" عشان متفتحش الساندويتش بالغلط, كل ما عليك عمله هو غرز الموس في حتة الفراخ بالطول كأنك بتركب مشرط جراحة بالظبط أو زي ما بتحط ورقة في كشكوول
- ..................
- تعرف؟؟ طول عمري بحب النكت أوي و المقالب! دا من أجمد المقالب اللي عملتها في حياتي!! والأجمل إن البنت ادتني تبس عشرة جنيه بحالهم!!بس تعرف كانت بنت زي الملاك ما هي من سكان "لوس أنجلوس" , تخيل قطمة شيكن بانية كبيرة و نهمة و بدون تفكير؟؟؟
و تبدأ البنت اللي زي القمر تمضغ بكل ما عندها من طاقة , هي ممكن تكشف اللعبة و ما يحصلش حاجة لكن حلمي هو إنها تعمل كدا و ما تحسش مع أول قطمة و تستمر في المضغ أو حتى "تظلط" تخيل المعدة و هي تعصر الموسى عصرا تخيل المريء و حركته الدودية الرائعة حول الموسى الذي حرصت على أن يلامس مخلفات حصان عشان يلقط أكبر عدد من "التيتانوس"
, زمان كنت باستخدم المشارط من مخلفات الأطباء اللي بيحرؤوها كنت بجيبها من واحد "معرفة" في مستشفى "...."....
- يااااه داانا باشتغل هناك,لأ إحنا عندنا النظام ميسمحش لمخلوو...
- يا عم اسكت بلا أفية و كلام دكاترة ملوش رجلين,اسمع بس كدة و تخيل البنت "اللي زي القمر" و هي بتمضغ و الموسى بينغرس في خدها الناعم, تخيل الفتحة الفظيعة , تخيل الأكل و هو بينزل من خدها و هي مش عارفة اللي جرى أصلاً
- حتى لو كشفت الموضوع و اتصلت بالمطعم أو حتى رفعت قضية أنا مجرد طيار و بصماتي مش عالموس , أصلا دا موس الطباخ "ياسر" اللي حلق بيه الساعة اتناشر و بصماته عليه و أنا أصلا دقني "زي مانتا شايف" محلقتش بقالي أسبوع و شكلي مبهدل!!!!
- إنتا يا مجنون يا بتهرتل يا عم إنتا , هتستفيد إيه يعني؟؟
- و إنت هتستفيد إيه لو عشت طول عمرك كدا؟؟؟قاعد بتكلم نفسك قدام النيل تحت عمارتكو
- .......................
- الموضوع ابتدى تفافة عادية في فاهيتا لحمة لواحد وزن الفيل ساكن في الدور العاشر و ما ادنيش بقشيش , و لا حتى إداني وش حلو بالعكس دا شتمني و شتم أبويا و احتقر عملي الذي أحبه, قمت خدت الأكل بتاعة و تفيت جواه ,بعدها بيومين كان طالب شيش طاووق مليت قطع اللحم البايظ أصلا بالدبابيس بتاعت الطرح , طبعا معدتش هوبت ناحية المطعم تاني....لكن استنيت قدام الشقة لغاية ما استمتعت بكل صرخة من صرخاته لغاية ما حسيت بعييطه كأنه موسيقى!!!
كانت دي أجمل مرة بصراحة و بعدها بقت هواية زي جمع الطوابع أو الرسم: أوصل الطلبية و بعدين أرجع آخد البطاقة و كل متعلقاتي و أدعي إن أمي مريضة أو أختي والدة في البلد و لازم أروح المحلة فوراً....
كانوا بيرقوا لحالي و شكلي الغلبان ...و طبعا كنت بارمي شريحة الموبايل و مفيش مخلوق كان بيعرف أنا مين و لا ساكن فين!!!!
- طب البنت دي ذنبها إيه
- ذنبها إن ياسر قال عني كلام مش ولا بد للريس و كان لازم أربيه , ذنبها إنها طالبة شيكن بانيه و مفيش خس,ذنبها إن أنا اللي وصلت الأوردر , ليه متسميهووش قدر أو لحظة حاسمة في حياتها , و بعدين:
فكر في الموضوع على أنه تخلص من العمالة زائدة
أصلا الراجل التخين الأولاني مغلطش فيا لما شتمني أو شتم أبويا إحنا الاتنين فعلا نستحق الشتيمة لا أنا رحت المريخ أو اخترعت لمبة الكهربا و لا هو رباني!!!
أنا بعمل كل دا عشان دمااااغي متبظش زي مقلتلك فكر فيها كأنها تخلص من عمالة زايدة كنوع من أنواع تفسير كلمة بطالة أو معاش مبكر!!!!!
لو عايز نصيحة : خليك في الفول و الطعمية تكسب , مفيش واحد من الغباء إنه يعمل سندوتش فول مضروب!!!زي ما انتا عارف إنه الوجبة الرسمية عندنا و العبث بها يعتبر لعب في الوقت بدل الضايع!!!!هو احنا ناقصين ضرب؟؟؟؟
تعفر؟؟؟؟
- شكرا ما بدخنش بس بيني و بينك كلامك حلو مع إني مش مصدق و لا كلمة
مع إن كلامه كان باستخفاف من يقول الحقيقة كان كضميري الذي لا يكذب و إن كذبته مرارا!!
كنت في داخلي أشعر بنور من نوع خاص بنوع غريب من الحرية التي كنت أحلم بها من "الطيران" الذي لم أعرفه إلا جالسا كما تجلس أنت في الأوتوبيس , إن ما يعرضه عليك البشبوري هو طيران حقيقي أن تركب أجنحة وتطير....
من هذا اليوم لا آكل خارج البيت مهما جرى و مهما كانت الظروف!!!!!!
....................................
يتبع.............
...........................
أحمد طارق أبودنيا2
22-9-2008
No comments:
Post a Comment