Monday 1 September 2008

ندم في محله-قصة قصيرة

أزحت بيدي باب الكوفي شوب الأنيق بالدقي و اتخذت لي مجلسا بين المناضد المنتصبة بنظام يبدو لي أمريكي على نظام "booths" الذي تجد فيه مقعدان من النوعية التي يسمونها"bench" وبينهما منضدة طولية تراص فوقها نسخ طبق الأصل من ما يوجد على كل منضدة:مزهرية بها زهرة حمراء مناسبة لهذا الوقت من السنة,قائمة الطلبات,وغيرها,
دعني الآن أصف لك ما حولي في عجالة,أنا رجل قد جاوزت الخمسين تراني و قد طلبت كوب من القهوة و ليس فنجانا صغيرا "احب القهوة السادة التي لا يشوبها طعم السكر او طعم المبيض او الكريمة,كأنك تتمسك بطعم الكافيين الرائع و كأن ذلك هو انعكاس عن الحياة فكل ما بها مر إلا أننا قد تمسكنا بإعجابنا لهذه المرارة التي نحبها و نحترمها,
تراني أمشط ما تبقى من شعر على جانبي رأسي بيدي محاولا التقاط ما يتطاير من رأسي من أفكار,و سيجارة الكنت لا تفارق اصابع اليد الاخري تلفظ آخر أنفاس لها مهددة بالانتقام مني و حرقي في حال تركتها و لم اتخل عنها,,
أمامي جهاز الكومبيوتر المحمول الذي أكتب عليه,و عويناتي الذهبية تستقر فوق أنفي القوقازي الذي يذكرك بأي شرير يحترم دوره في أي عمل فني,,,,
أرى هذا الشاب الذي يبدو لي في أتم الصحة و العافية و تبدو على و جهة الذي لا يخلو من وسامة قد زادها جلوا ذلك البريق الذي لمحته في عينيه السود أمارات الحزن العميق و الجرح الغائر و أحس في نظرته بهم من اختزن في صدره هموم عظيمة,,أنا أعلم من ملبسه و و ذقنه الحليقة و شعره المنمق,و هذا الوقت من السنة ما الذي جاء به و هذا مصدر عجبي فأنا ما جئت إلا لأقرأ الفرحة في عينيه التين منهما قد اتذكر فيهما قطرات من رحيق الماضي الجميل الذي يبدو كحلم طفل جميل,
لا أعتقد أن هذا الشاب "و كلنا كنا هكذا" يدرك حجم النعمه التي هو فيها أي كانت ظروفه فإن مستقبله بيديه إن الذي يعطله عن تحقيق حلمه "إن لم يكن من هؤلاء الذين لا يحلمون و أظنهم أمواتا قد جاؤوا ليقضوا فترة عقوبة على الأرض" هو تلك القيود و الأغلال التي قيد بها نفسه و قرر بها مصيره,
هو يظن أنه فاشل و أن لا أمل, و أنا اقول أن إصراره على أن لا أمل هو ما يقتل الأمل,هو يظن أن الحياة قد نالت منه وطرها و أثقلت عليه بالهموم "يا له من مدلل إنه لم ير شيئا بعد,لو رأى نفسه بعد عشرين سنة ما ارتسم على وجهة الأسى و الكمد, سيعلم ذلك و يؤمن به مع أول آلام للبروستاتا مع أول أزمة قلبية ,عندما تظل زوجه تحدثه بكل ما في الدنيا من حماس عن أم "أحد ما" التي نظرت لها نظرة لم تعجبها,عندها سيغرف أن قرار الزواج الذي اتخذه لم يكن من أحكم ما اتخذ من قرارات,ربما سيغير رأيه عندما يسير في جنازة زوجه ربما يظن أنه كان محظوظا و لم يشعر بذلك,,هذه هي حالنا جميعا لم نتعلم ان نتمسك بالجمال في حياتنا لم نتعلم أن نشكر خالقنا,,,هذا فتى لم يعش بعد و ترى العبوس على جبينه انتظر عندما يذهب الشباب!!!!
صدق ظني و أكده استقرار باقة من الورد البلدي الذي يبدو أنه دفع للحصول ثروة في هذا الوقت من السنة فوق حجره,و رأيتها تدخل المكان..........
كانت "كما ظننت" فتاة بارعة الجمال تقاربه في السن ,طويلة هي,قد أسدلت شعرها البني على كتفيها و ارتد ما يبدو لي "على الموضة" , تراها فلا تهمك "كهذا الشاب" هي الأخرى أقرأ في عينيها شيء ليس طبيعيا,أحس أنني قراته في عينيه من دقائق,أراها الآن تتفقد المكان...تراه ,تقترب"في حال كنت نسيت فالفتى يجلس في مواجهتي فأرى عينيه و قد استقرتا على الورد لذلك لم ير الفتاة التي أراها انا بوضوح"
كانت ملابسها تفتقد لونا لم ينسه الشاب في تلك الكوفية التركي التي تركها بإهمال فوق المقعد,,
تضع كفها فوق كتفه اليمنى فأرى التغيىير الغريب الذي اعترى وجهة و أرى الابتسامة الواسعة تزين وجهة فتزده بهاء و رزانه,سلمت عليه و لم تبادله الابتسام ,بدأت أشعر باهتزازه و فقدانه الثقة التي لم تخطئها عيني فيه,
بادرها بالورود فأخذتها منه و أعادت وضعها على المنضدة فهي ترفضها بطريقة مهذبة,كلا هناك شيء ما أشمه!!
جلست و قد أعطتني ظهرها و هو ما زال واقفا قد شل لسانه تصرفها المتعسف تجاهه, ألمحها أخرجت دبلة ذهبية و وضعتها فوق الطاوله,
أرى وجهة وقد كسته الحمرة من الغضب,اراه قد رفع يديه متسائلا يعلو صوته بالسؤال , تلمح اللدمع بعينيه يريد أن ينسكب فتمنعه العزه, أراه يرجع خصلة من شعره قد تغير موضعها من الانفعال الشديد...
أخرجت سيجارة و أشعلتها و هي معلقة بشفتاي و انهمكت أكتب فهذا ما كنت أود أن أفعله في هذا اليوم,لم هذا اليوم بالذات لأنه يوم المحبين.....لم أجلس وحيدا؟ فلأن لي مع زوجي عشرين عاما لم نخرج معا في هذا اليوم إلا أربع مرات و لم أشتري لها ورودا كتلك التي اشتراها,تسألني لم لست معها لأنها ماتت من ثلاث أشهر,إنما أردت أن أرى المحبون في يومهم كيف يخطفون لحظات السعادة من بين سنين الألم....
أنهبت قهوتي و لممت أدواتي و سجائري و تركت "بقشيشا" للنادل ملقيا نظرة أخيره على هذا الفتى , و قد تركته الفتاة نهائيا و خرجت رأيته ممسكا بوروده في ألم,
تسألني لم تتساقط من عيني الدموع و أنا رجل قد عركته الحياه أجيبك أن هذه الفتاة قد رفضته لشيء لم تره فيه لشيء ينقصه , أنا عندما كنت في سنه لم أكن بنصف أناقته لم أمتلك في الدنيا سوى رأسي الذي فوق كتفي لم أكن وسيما حتى أنني قلت لزميلي مرى أنني لن أتزوج فتاة ترضى بمثلي زوجا لها؟ نعم لم تكن مثلي و لم تشاطرني اهتماماتي المجنونة و كانت تصدع رأسي بملايين الأحاديث الجانبية,
لكن ألم أرتح معها و عشنا معا أجمل لحظات الألم و السعادة,ألم أر في عينيها الجزع عندما اغتصر صدري ألام الذبحة التي تشبه السكين,ألم تقف بجانبي أياما في المستشفى,ألم تفخر بي يوما أمام صديقة لها مع أني أعتبر نفسي لم أصل بعد إلى مرادي,لماذا تركت شبح الملل يخيم على حياتي و لم أمسك بأيامي معها إنني أكتب هذه الكلمات حتى يستفيد غيري: لا تضع عمرك في البحث عن الحب المثالي فهو غير موجود مهما بدا لك الجميع سعداء لا تنتظر مثلي أن تموت زوجك لتذكر أنها كانت المثلى لا تكن عبدا لعقلك إن ما شغلني عن زوجي كل هذه السنين إنما هو فتاة كنت أحبها منذ أيام الجامعة و لم تلتفت لي و لم ترى حبي لها بل كانت قاسية علي و عاملتني معاملة جافة لا حياة فيها و بقيت أنا ممنيا نفسي بحياة خيالية رومانتيكية معها مع أنها لم تر إلا عيوبي,حتى أنني لفرط رفضها لي لم أتجرأعلى طلب يدها في حين كانت تلك الفتاة الأخرى التي كانت زوجي تحبني حب جم,لا أنكر أنني أحببتها لكن بقى رأسي متعلقا بالأخرى,,,,,,هذا الفتى سيلقى فتاة أخرى و سيحبها و يشتري لها ورودا و يرتدي كوفيته التركية لمقابلتها لكن سيظل باله مشغول دوما بفتاة رفضت زهوره بفتاة لم تبتسم له في عيد المحبين,سيظل عقله دوما حين يرى خاتم زواج موجها تجاه خاتمها الذي اشتراه لها قد يفعل ذلك و يصير مثلي ضحية للخيال أو يفعل ما أظنه فاعله و هو أن ينس فتاة لم تر فيه ما رآه فيها و يكمل حياته باحثا عن حب........
أدندن الآن لحنا ل
kenny Rogers:
And she believes in me,I’ll never know what she sees in me!.
....................................
..................................
...............................
...........................
.......................
.................
النهاية.
أحمد طارق-25\8\2008

2 comments:

3ashry said...

حلوة مع انى مختلف معك ..الحب المثالى موجود وكل ما عليك ان تفعله هو ان تؤمن به

:)

إنسان said...

أنا يا باشا ما عرضتش أي أفكار خاصة بيا,دي قصة قصيرة,,,على فكرة القصة ما لهاش علاقة أوي بالحب دي بتتكلم عن الإنسان اللي بتبقى فكرة معينة مسيطرة عليه لدرجة تعميه من رؤية أي حاجة كويسة في الغير فالرجل لم يلاحظ زوجته طوال فترة الزواج لأنه استسلم لفكرة أنه يحب فتاة لم تكن تحبه أراد في محبوبته الكمال الذي لم يصل إليه بشر