Tuesday, 9 September 2008

!!!!كراتششششششششش……..كورة…….باسكت


كراتششششششششش……..كورة…….باسكت!!!
………….
مرة أخرى لم أنجح, مرة أخرى فشلت!!! حسنا سأعتبرها طريقة جديدة لا تنجح!!! عندما تعمل كاتبا لمدة أربع سنوات في جريدة محترمة مثل "…." و تلتزم معها بمقال أسبوعي في شكل قصة قصيرة تكتبها أسبوعيا بنجاح باهر كل مرة لمدة سنتين فذلك يكون "في أغلب الأحيان" مبني على أساس أنك قادر على الكتابة ,
لكن المشكلة أن لا أحد يفهم او يقدر أن الله لم يخلقك لهذه المهنة المملة.. حسنا أنا منذ أسابيع أربعة لم أكتب حرفا,في البداية ادعيت المرض ثم السفر ثم السفر الذي طال,ثم مرض أمي في الصعيد,كل ذلك جميل و مقنع لكن المشكلة أن رئيس التحرير لم يصفه أحد بعد أنه حمارٌ ويبدو أن لا رغبة لديه في إضافة هذا اللقب إلى سجل ألقابه الحافل , لا سيما أن قاعدة قرائي قد زادت بعد روايتي الأولى التي لم أدرك كم هي رائعة إلا بعد أن فهمتها على يد الأستاذ "…." أطال الله في عمره,, كما تراني الآن مرتبط بموعد مع الرجل في الساعة الثانية عشر ظهرا و الساعة الآن الواحدة صباحا وتراني ممسكا بقلمي و أحاول "كما تقول أجاثا كريستي" أن أعصر خلايا مخي الرمادية : لأكتب أي شيء يخدع طفل في الخامسة لا يجيد القراءة ,رحم الله كاتبا لا أذكر اسمه قال إن الكاتب يكتب بأصابعه لا بعقله, هذه العبارة دقيقة لدرجة أنها أنستني من قالها اعتقد أنه........
................
سألته إذا كان يريد أن ينجب, أومأ إليها أن نعم ,
قالت:-ولد وللا بنت
كان يعلم أن الإجابه الصحيحة هي:
-بنت...طبعا بنت
كل فتاة تحلم بأن يكون لها بنت صغيرة تلعب معها فهي كالعروسة الصغيرة و هي التي سوف تعطيها الحنان التي احتاجت إليه و هي ما ستعوض فيها ما لم تحصل عليه و هي صغي
......
...............
كراتششششششششش……..كورة…….باسكت!!!

................

كلام لا يستحق أن يستخدمه بائع "طعمية" عنده ذرة ضمير ليحوله إلى مخروط توضع به حبات الطعمية,أشعلت سيجارة من علبة السجائر التي اشتريتها منذ يومين:أنا لا أدخن فالتدخين دليل واضح على الغباء و فقدان الثقة!!لكن المشكلة أن كل الكتاب و المثقفين الذين عرفهم العالم كانوا على نفس الدرجة من الغباء حتى وصفه أحدهم "أظنه سارتر" بأنه خبز المثقفين!!لكني لن أضع ذلك الشيء المقيت بين شفتي,,لذلك فأنا أكتفي بمراقبة السيجارة و هي تحترق ذاتيا حتى النهاية,لا أدري لماذا تذكرني بنفسي و قد احترقت موهبتي الأدبية و انتهىت أمالي العريضة و و احترق فلتر السيجارة العاشرة,ما الذي حدث لي, يقولون أن الرواية نجحت لأن كاتبها "العبد لله" لا يبدو كأنه يكتب بل كأنه "صديقك المفضل يحكي لك مغامراته" من قال هذا الهراء لي و نحن في ندوة غبية عن روايتي التي لا أدري كيف كتبت و لا متى,
أعد الآن لنفسي كوب شاي بالحليب,في الحقيقة أنا لا أفعل أي شيء في أي مكان,أنا جالس فوق مكتبي جلسة القرفصاء "كالكاتب المصري القديم" و قد بدأ سخان الشاي الكهربائي يعمل منذ أن ضغطت على زر التشغيل,و أقضي الوقت في كتابة أي هلاوس في كراسة قديمة قد استهلكت بعض أوراقها أختي الحبيبة في رسم " طائرات ورقية و بطات و ......
...............
لم يكن يرسم بعينيه,لم يكن يرى الألوان بعيون كعيوننا بل كان يرى الألوان بعقله,تخيل أن يرسم إنسان نفس اللوحة لمشهد واحد عدة مرات لأنه "فكر في المنظر برؤى مختلفة,بل العجيب أن اللوحات لو عرضت عليك لقلت أنها مختلفة و تباع كل واحدة بملايين الدولارات,كان يفهم الألوان ويضع فيها من روحه المعذبه عندما تنظر إلى لوحة فان جوخ فإنك ترى حقلا قد امتلأ بخبطات عشوائية للون البرتقالي و الازرق الذي يمكن "لأخت حضرتك التي لم تكمل عشرة أعوام" أن تقدم ما هو أعقل منها, لكن فان جوخ يرسم في وسط الحقل زهرة بيضاء تعبر عن شعوره بالوحدة القاتلة, وهو ما لم تذكره "أخت حضرتك" لأنها لا تشعر بالوحدة نتيجة لوجود حضرت....
...............
كراتششششششششش……..كورة…….باسكت!!!
...............

الماء غلى مرة و بدأ يبرد و لازلت فوق المكتب الذي درست عليه منذ كنت طفلا في الخامسة,
أنزل من على المكتب و أضغط الزر ,نعود للكاتب المصري إياه!!
لماذا كان يجلس القرفصاء !! اعتقد أن الجواب عندي و هو "إذا أردت أن تعطيه اسما" استنتاج حيث أن لي باع في الكتابة, وهو أن ألات التصوير في تلك الحقبة لم تكن قد اخترعت إنما أراد أن "يعمل منظر يداري بيه خيبته" تخيل كاتب يستطيع أن يكتب وهو جالس القرفصاء لمدة ساعة على الأقل "مهما تكن سهولة النحت على الخشب و مهما تكن براعة النحات"
...............
عندما تراه تتملكك الرهبة وتشعر بالفخر , و تعلم السر في رقي الأمم و نهضة الحضارات , إن مشهد الكاتب الجالس القرفصاء تشعر معه باحترام يكنه ذلك الجالس لعمله بل تعرف أنه يحترم القلم و لوح الجرانيت و لا يأبى من يتعب ليصل إلى هدفه السمي و قد كان ال.....
...............
كراتششش دخلت الكرة الورقية "الباسكت" بسهولة حتى إنني شعرت بالفخر الشديد و الزهو, و هو شيء كنت أجيده منذ كنت في الخامسة "من ساعة ما درست عالمكتب لو انت متابع!!" كنت أنتهي من الأوراق التي كتبت فيها و ذاكرت و أقوم بتحويل الورقة إلى كرة أرميها في سلة المهملات , ربما كان علي أن أكون لاعب كرة سلة ؟ لربما لن أصل لهذه المرحلة من الفراغ الفكري لو كنت مجرد كرة سلة!!! سمعت الصوت المميز لانتهاء الغليان ,حضرت كوب الشاي و الحليب , لطالما حذرني بعض أصدقائي من السخان الكهربائي و أضراره و يبدو أسلوبهم في الكلام و كأني أهدر زهرة شبابي في ما لا طائل منه أو أرتكب جرما في حق نفسي حتى لقد قال لي أحدهم :
"و لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة" و هكذا تراني ممسكا "بكل قواي" بكوب الشاي بالحليب حتى أنتقل بسرعة إلى العالم الآخر و لا أقف غدا أمام المدير بحجة غبية عن "مرات خالي اللي خلفت تلات توائم فوق السطوح اول امبارح الساعة سته"
............
الروائي العظيم "إرنست همنجواي"!!! إذا أردت أن تعجب بكاتب فيمكنك أن تختار همنجواي أديب نوبل و صاحب رواية "العجوز و البحر" وبها وصف دقيق لحالته التي وصل إليها بعد أن ذهب عنه الإلهام ليكتب ففي الرواية "إسقاط" : إرنست هو العجوز و الإبداع حوت عظيم غاب عن من هم أكثر منه شباب , و رغم نجاح الرواية الرائعة إلا أن همنجواي عندما فرغت جعبته الأدبية فإنه يضع البندقية في فمه "حقيقة" و يطلق النار ضاغطا باصبع قدمه على الزن......
...........
كراتششششششششش……..كورة…….باسكت!!!
...........
قطعت الورقة مرة أخرى,وكالعادة:سلة المهملات , لا أعرف من سيقرأ هذا الهراء؟؟؟
الساعة الآن "صدق أو لا تصدق" التاسعة صباحا و أنا "زي ما انتا عايز" لم أكتب حرفا يصلح للشطب عليه مراعاة لذكاء القراء المحدود جدا!!! طبعا همنجواي لم يأخذ مني كل هذا الوقت بل إنني كنت "بعد أن وضعت الكوب على المكتب" قد استلقيت على السرير ثم وصلت لهمنجواي و قد صوب البندقية لفمه ثم ذاب كياني في ملكوت النوم , حتى استيقظت الآن "بلا سبب واحد مقنع" كان يمكن أن أقول قضاء و قدر و أقول لرئيس التحرير عن النصيب و "الحياة صعبة",
ارتديت ملابسي بعد حمام دافيء و أخذت قلمي الأثير و الكراسة التي أكتب فيها ما تقرأه الآن من ملاحظات,و أوراق "الإي فور",و الأوراق التي قطعتها علها تساعدني أن أرتجل شيء في الطريق......
ركبت الميكروباص بالطبع لم تنجح روايتي للدرجة التي لا أضطر معها لركوب ميكروباص لافتقادها الكثير من المشاهد المخجلة و عدم استخدام الألفاظ التي أسمعها من سائق الميكروباص الآن
اعتراضي ليس على نموذج السائق أو الكلمات بذاتها فهي -شئت أو لم أشأ-موجودة في مجتمعنا الذي أحترمه بكل سلبياته لكن اعتراضي على أن تصدر بلا مبرر في السياق أو على سبيل مخاطبة المراهقين
ما هذا التشتت الرهيب الذي أمر به الآن,,هناك فيلم قديم لنيكولاس كيج كان البطل يريد ان يكتب كتاب و لم يكن الخيال يساعده....
-واحد من خمسة يا عمي!!
لذلك فقد قام البطل بالمحاولة عدة مرات ثم......
......................................................................................

و هكذا يا قرائي الأعزاء لم يسعفني أفقي الضيق أن أكتب أي شيء لأن سائق الميكروباص الغبي أخطأ في الحساب و لم أنزل إلا بعد محطتين من الجريدة , بعد أن كانت الساعة الحادية عشر و الربع,,,,
دخلت الجريدة و قد كتبت في ما تبقى لي من وقت استقالتي و اعتذار للقراء "سينشر في الأسبوع القادم" لكن رئيس التحرير "سامحه الله" أصر على أن ينشر كل ما كتب في الكراسة التي فطنت بعد ذلك أن ما بها كانت مذكراتي و أنا طفل في الخامسة !!!!
ربما أعلن بذلك انتحاري الأدبي بعد أن أفلست كل "جيوبي الأدبية" لو كان هناك شيء كهذا
!!!!!!
..............
محمد مختار
.............
النهاية

أحمد طارق أبودنيا
2\9\2008
الرسمة:
Irises
Van Gogh

No comments: