Saturday 19 September 2009

مختارات من ابن زيدون




هل لداعيك مجيب؟
أم لشاكيك طبيب؟

يا قريبا حين ينأى
حاضرا حين يغيب

كيف يسلوك محب
زانه منك حبيب

إنما أنت نسيم
تتلقاه القلوب

قد علمنا علم ظن
هو لا شك مصيب

أن سر الحسن مما
أضمرت تلك الجيوب

* * *

سأقنع منك بلحظ البصرْ
و أقنع من تسليمك المختصرْ

و لا أتخطى التماس المنى
و لا أتعدى اختلاس النظرْ

أصونك من لحظات الظنون
و أعليك عن خطرات الفِكَرْ

* * *

سأُحب أعدائي لأنك منهم
يا من يُصّحُ بمقلتيه و يُسقٍمُ

* * *

أنتِ و الشمس ضرّتان و لكن
لكِ عند الغروب فضل الطلوع

* * *

أغائبة عني و حاضرة معي
أناديك لما عيل صبري فاسمعي

أفي الحق أن أشقى بحبك أو أُرى
حريقا بأنفاسي غريقا بأدمعي

صليني بعض الوصل حتى تبيني
حقيقة حالي ثم ما شئت فاصنعي


* * *
يا دمع صُبْ* ما شئت أن تصوبا
و يا فؤادي!آن أن تذوبا

إذا الرزايا* أصبحت ضروبا*
لم أر لي في أهلها ضريبا*

قد ملأ الشوق الحشا ندوبا
في الغرب إذ رحت به غريبا

عليل دهرٍ سامني تعذيباً
أدْنى الضّنى* إذْ أبعد الطبيبا
--
صوب:نزول المطر
رزايا : مصائب
ضروبا:ألوانا
ضريبا:نظيرا
الضنى:المرض
* * *
ما ضرَّ لو أنك لي راحمُ
و علّتي أنت بها عالمُ

يَهنيك يا سؤلي و يا بغيتي
أنك مما أشتكي سالمُ

تَضحٍكُ في الحب و أبكي أنا
الله فيما بيننا حاكمُ

أقول لما طار عني الكَرَى*
قوْل مُعَنَّى قلبه هائمُ

يا نائما أيقظني حبه
هب لي رقادا أيها النائمُ

--:
الكرى:النوم

* * *
جميع الأبيات في الغزل لكن ابن زيدون كتب في مختلف الأغراض




No comments: