Thursday, 8 September 2011

الواقعية الجديدة:السينما عندما حطمت القيود

تعتبر الواقعية الجديدة حدث سينيمائي غير السينما للأبد...و تقرن إلى جانب شارلي شابلن و الموجة الجديدة الفرنسية و موجة هوليوود الجديدة بأنها علامة في طريق السينما .
إنه اتجاه سينيمائي ظهر في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية قاده مجموعة من المخرجين الذين قرروا الخروج عن المألوف..و أن تقول السينما ما عجزت سينما ذلك العصر أن تقوله
كانت العقبة الوحيدة الوحيدة أمامهم هي الإنتاج..حيث ترفض الستوديوهات الكبرى أفكارهم الاشتراكية و التي يطغى الحزن و الكآبة على أغلبها...فحملوا الكاميرا و اتجهوا للشارع..و بدأوا تصوير الأفلام بأقل الإمكانات و عبروا عن الطبقات المطحونة بشجاعة من لا يخاف أن لا يقبله المشاهدون..لم يهتموا أو يلاحظوا أنهم حققوا ثورة بكل المقاييس...فلأول مرة يتم التصوير في الأماكن المفتوحة...و لأول مرة تخرج السينما من الغرف المغلقة...و أعلنها روسيلليني..أن روما مدينة مفتوحة...و لم تكن الواقعية الجديدة-كما سيردد الكثيرون فيما بعد-شديدة الثورية:بدليل أن فيلليني نفسه قد أقر بأن الواقعية الجديدة ليست ثورية أو معادية للمجتمع حيث أن معظم أستوديوهات روما قد قصفت في الحرب

بعض خصائص أفلام الواقعية الجديدة:

1-الأماكن المفتوحة:و ذلك هو الثورة السينيمائية التي تنسب إليهم بحق...الآن و نحن نرى الكاميرات الخفيفة و ثقافة الديجيتال قد نقول:و ماذا في ذلك؟...لكن حجم الكاميرا في ذلك الزمن لم يكن بالصغير أبدا

2-استخدام ممثلين غير محترفين...و تلك أيضا ثورة ستغير التاريخ السينيمائي....لأن الممثل المحترف يميل للمبالغة..أما استخدام ممثل هاو فهو أقل تكلفة و يخدم السينيما حيث الهدف الوحيد للمثل هو الفن...و لا غير...و أحيانا يحمل المخرج كاميرته و يصور أناس حقيقيون...دورهم في الفيلم أن يعيشوا فقط

3-الواقعية:

التعبير عن أفكار اشتراكية و أبطال الطبقة العاملة و الوسطى و التي طحنتها الحرب و الفاشية...و تلك ثورة على السينيما تعادل ما فعله شابلن قبلهم...فليست السينما فن أرستقراطي....و تلك الأفكار أحيانا تكون مؤلمة و صادمة لذلك يتم تخفيفها ببعض الكوميديا و السخرية...

4-الجديدة:

ليست الأفلام واقعية...بمعنى يعيش الأبطال صراعات وجدانية...و يتم إخراج الأفكار الفلسفية من قلب حكايا واقعية تبدوا شديدة البساطة

5-بصفتهم اشتراكيون يتجه رواد المدرسة لنقد الدين..سواء بالكوميديا و الرمز كدي سيكا أو بعنف كما فعل بازوليني و أحيانا فيلليني

6-وجود مقاطع بالفيلم تصور الحياة الطبيعية للمدينة أو الريف أو الناس العاديين و قد لا تخدم الفيلم بذاته.و لكنها تحاول إيصال

إحساس الممثل بالحدث داخل الفيلم
بعض المخرجين من الذين كونوا المدرسة:

فيديريكو فيلليني:و يتميز بأنه المايسترو و أفلامه قد لا تعجب الجميع و لكنها تعجب صانعها الذي لم يكن يميل للسينما في البداية بقدر عشقه للرسم و الكاريكاتير و المسرح و هذا الميل سيظهر في أفلامه

روسيلليني:تكمن أهميته أن والده كان يمتلك المال-و هو ما لم يمتلكه الآخرون-و كذلك هو الذي قرر أن يؤسس المدرسة بأفكاره.و قد صنع أول أفلام المدرسة:روما مدينة مفتوحة و اشترك في كتابته فيلليني

بازوليني:شديد التمسك بأفكاره و أفلامه صادمة حيث ركز في فكرة معاداة الدين و دفع الثمن حياته...و يعتبر الأب الروحي لعبقري آخر هو برناردو بيرتولوتشي

فيتوريو دي سيكا-المفضل لدي-:و هو كان ممثل مشهور و نجم شباك في إيطاليا...شخصيا يعجبني لأنه شديد التمسك بمبادئ الواقعية الجديدة حيث الطبقات المطحونة..و تحكم رجال الدين في عقول الناس...و غياب العدل عن حياتنا و قد اكتشف العديد من الممثلين الذين سيصبحون آلهة للسينما في ما بعد

مايكل انجلو أنطونيوني

جيلو بونتيكورفو:ربما ليس بشهرة السابقين و لكن فيلمه معركة الجزائر..لا ينسى
ترشيحات أفلام من هذه المدرسة:

1-امرأتان - فيتوريو دي سيكا

2-الطريق - فيديريكو فيلليني

3-سارق الدراجة - فيتوريو دي سيكا

4-روما مدينة مفتوحة - روسيلليني

5-ليالي كابيريا - فيديريكو فيلليني

6-الأرض تهتز - لوتشيانو فيسكونتي

و أخيرا...لا يوجد هناك شئ اسمه مدرسة سينيمائية..إنها مجرد تصنيفات نقدية بحته...فالعديد من رواد هذه المدرسة ثار على المدرسة و عاد للستوديوهات..و لم يكن عبدا للأفكار التي أبدعها هو, فهي-الواقعية الجديدة-هي الطريقة الوحيدة إذا أردت أن تعمل...في تلك المرحلة من تاريخ إيطاليا...



Thursday, 30 June 2011

La Strada (1954)

La Strada (1954)
Another neo-realism masterpiece......many stated that this is the best Fellini.....well,i can't deny the magic and extreme cinematic maturity....and the outdoors magnificant scenes.....not to mention the circus acts.....but:
Althought the film intensifies many human emotions like:the wide contrast between Zambani and th...e rope walker.....the naive rural Masina.....the Children's laughs against the angry nun......the beauty of walking musicians who play for the road.......but i felt that there is too much ideas other than the main idea that lowered the voltage of it.......i will say:
a Masterpiece that is not for everyone......and i don't recommend to a non-Fellini.....
I know many will say you are ignorant...this is the best Fellini.......well,I-like Fellini-believe in no Idols or superior to criticism Biengs
The performance of masena is one of the best female roles i ever saw in my life

Sunday, 26 June 2011

The God of small Things - Review

Ok....i was recommended this book by a friend....i put it in the back of mind for months then one day i was walking absent mindedly and found it there lying on the sidewalk with other books at a local second hand book vendor....i grabbed it....bought it...and didn't feel the urge to open,
then i began reading it one night after finishing my studying...atually i found her style very poetic...and the sculpting of her images is so strong that i could feel the heat...and rain in Ayemenem....i felt the sorrow and the pain of being a fatherless child...this power is actually what forced me to continue....in the middle i took it as a comedy....the style began to transfer the delicacy and subtle satire of childhood....this part was very colourful although the set-Rahel feeling sorry while remembering-was sad......in the last third of the book....Ray showed a well crafted talent...and proved herself a gifted author..by building up through the novel for what will happen....for making me remmeber all the laughs while the characters are being torn and tormented in front of me.....it felt like witnessing the massacre of someone i love....someone i actually know....and love,
a RECOMMENDATION!!!

Autumn Sonata - Ingmar Bergman

Another Swedish masterpiece for the one and only Ingmar Bergman.....i just wanted to freeze the goose bumbs i am having this moment with such a fine quotation:
"A mother and a daughter...what a terrible combination...of feelings...confusion...and destruction...everything is possible...and is done in the name of love and solicitude!!!"

Something about this film is not natural if i can say it.....the feelings each character is having is away different from the other....they all share the guilt of no man's mistake.....they refuse to believe that al what happened and is happening is life....is something magical....they all have mistakes...the daughter refuses to forgive....but she will....the mother is always homesick...however the only place that is sick is her own home.....this film is about us-humans-and how we make mistakes and refuse to face them and correct them.....and if anyone can do you right..definitely it's you....long live Bergman...
Autumn Sonata (1978)-Director Ingmar Bergman and Livv Ulmann

Thursday, 19 May 2011

عندما صعدت إلى هناك - قصة

استيقظت من النوم في ذلك اليوم و أنا في غاية الإعياء,
لا....ليس إعياءً من الذي يصيبك عندما تكون مريضاً أو خرجت لتوك من قصة حب فاشلة...
إنه شيء عجيب...شيطاني
إحساسٌ لم أجربه قبلها
فتحت عينيّ و تطلب الأمر مني دقائق لأستوعب المشهد....هناك شيء ما يحدث!!!
كان السقف المنمق بتماثيل لملائكة صغار....فوقي...و كنت ممدداً فوق أرضٍ رخاميةٍ,
رفعت كفيّ اليسرى لأتأكدأنني في العالم المعتاد و لست في العالم الآخر...كما يسمونه!!
وجدت كف رجل عجوز....كف شديدة النحافة...كفٌ ليست كفي!!!
لمست بيمناي وجهي...و مضى إصبعي السبابة يسير في ممرات الوجه الذي لم يكن وجهي...كان هناك شارب....و كان هناك شعرٌ في الرأس.
كان الذهول قد شلني...حقاً إنها قصة لم أقرأها يوماً أو أشاهدها كفيلم...
وقفت....كان المكان غريباً عني كل الغرابة...مكان لم أزره في حياتي يوماً:قاعةٌ فارغة تماما!ً
لأول مرة في حياتي الكئيبة أندم أنني لست الشخص الأصلع السمين الذي هو أنا...في الحقيقة!
كنت أرتدي سترة سهرة سوداء و أضع حول عنقي ربطة عنق على شكل الفراشة...كان حذائي فاخراً جداً حلمت يوماً أن أرتدي مثله,
لم أكن أرتدي ساعة....و هذا يصيبني بالجنون....
تحسست جسدي النحيف و الرشيق و ذهلت مرة ثانية,
كانت جيوبي فارغةً...تماماً
عندها التفتُّ إثر انفتاح الباب الطويل الذي في وسط القاعة الفارغة....
دخلت فتاةٌ آيةٌ في الرشاقة لها شعرٌ بني طويل و ترتدي فستان سهرة أسود,
كدت أسألها عما يحدث....لكنني آثرت الصمت,
قالت بصوت خرج من حلقها كالموسيقى:
-سيدي...لقد بعثني الضيوف لأتأكد أن سيادتك بخير.....هل كل شيء على ما يرام سيدي
أجبتها فخرج صوتي رجولياً أجش و بلغةٍ أجمل من لغتي...في الحقيقة كانت لغتي الفرنسية-التي طالما حسدت من يتحدثونها:
-كل شيء على ما يرام....أنا قادم حالاً..
حاولت أن أندهش من ردي الغريب و الذي لم أرد أن أقوله أصلاً...
أشارت إليّ أن أتبعها....ففعلت
هنا لاحظت أن كل حركاتي أوتوماتيكية و كأن هناك من يحركني أو كأن هناك قوة تجذبني إليها......كأنني مشدود بخيوط خفية يحركها شخص ما من علٍ...
و كأن كل ما تمنيت حدوثه قد حدث و بلا أي تدخل مني.......تماماً
كان حفل تفديم جوائز....
لنقل إن المكان أشبه بقصر ملكي أو شيء كهذا..
بينما نحن نمر في بهو واسع, تأملت وجهي في مرآةٍ
وقفت قليلاً أستجمع قواي العقلية و النفسية المحطمة...
هذا رجل يشبهني
هو أنا....
لكن هذا ليس أنا...رجل وسيم رشيق...طويل القامة.....في حوالي الخمسين,

أنا أصلع....سمين....فاشل...لا أحسن التصرف.....أقول دوماً الشيء الخاطيء....لا أقوى على اتخاذ القرارات
هذا حلم...قد أكون حلمته منذ زمن بعيد.....و قد لا أكون,
واصلت المشي و أنا أتأمل شعرها البني الذي ينسدل في غزارة فينتشر على ظهرها الفينوسيّ,
وقفت...رغم أن القوى المغناطيسية لا تزال تجذبني....قاومت,
أصبحت أمشي بصعوبه...كانت قدماي تتحركان للأمام و جسدي يحاول التمرد..
قالت لي:
-هل هناك شيء يا سيدي؟
قلت لها:
-لا...فقط أود استنشاق بعض الهواء...
قالت لي:سيدي الآن ينتظرك الرئيس ليقدم لك أرفع وسام في فرنسا كلها...سيدي:أنت فخرٌ للإنسانية كلها....و يحق لك استنشاق الهواء.....سأخبر الرئيس أنك ستتأخر لدقائق...
و غادرت القاعة.....بعد أن انحنت فانهمر شعرها الساحر فوق كتفيها المرمريين...
أما أنا:فتوجهت ناحية الأسانسير
ضغطت الزر.....عدة مرات في عصبية
دخلت الغرفة المعدنية.....و ضغطت زر الدور الأرضي مراراً
خلال الرحلة.....تجمعت قطرات العرق البارد فوق جبهة الرجل العجوز....الذي ينظر لي في مرآة القبر المعدنيّ
انفتح الباب..
كانت غرفةً مظلمة
دخلت.
و كأنني أعرف تلك الغرفة...نعم أعرفها
توجهت إلى ذلك الشيء الصغير الذي أعرفه....و ضغطته
أضاءت الغرفة.
أنا في غرفتي العادية...هذا تلفازي المقدسز...نظرت لنفسي في شاشة التلفاز المغلقى على غير العادة....أنا....أنا الذي أعرفه....شاب...فاشل...أصلع.
لم أفرح كما قد تتوقع.....نظرت لمكان الأسانسير الغريب.....لم أجد سوى باب الغرفة.....ارتديت ملابسي.....و خرجت

Sunday, 10 April 2011

الساموراي الأول - قصة

كانت الأمواج تزحف على الشاطيء الرمليّ....ثم تعود و تنسحب مرةً أخرى
هذه المرة...عندما عادت الأمواج....بقى القارب الشراعي و لم يعد,
كان قارباً صغيراً...بلا أشرعة و مجدافين كما يحلو لنا تخيل القوارب الشراعية,
ظل المشهد كذلك لفترة,
ثم خرجت يدٌ لتستند على حافة القارب,
ظهر الرأس بعد ذلك و كان لرجل ذو ملامح تختلف عن الآخرين....ذو ملابس مضحكة و تعابير الاندهاش تتبدى على محياه,
كان يبدو عليه الإعياء...ترك جسده يسقط من فوق القارب إلى الأرض الرملية,
ظل جسده قلبلاً يلامس الأرض الرملية....و قبضت يده على الرمال بقوة....علّه يتأكد أنه قد وصل إلى البر بالفعل,
ضحك الرجل بصوت عالٍ و مسح على وجهه بيده ثم جلس فوق الشاطيء الرمليّ,
أخذ يحدق بالقارب و البحر و ملابسه,
سعل بصوت عالٍ,
استند على حافة القارب ليقف,
كان يشعر بالبرد....و الجوع...لكن لم يكن لديه وقت لمثل هذه الرفاهية....رفاهية الشعور بالبرد...و الجوع,
أخرج من القارب سيفاً,
رمى الرجل السيف فوق الرمال,
وقف يستجمع قوته,
ثم بكل قوته دفع القارب إلى الماء مرة أخرى,
فاستجاب له الموج و حمل القارب بعيداً,
كما استجاب له أول مرة,
توجه الرجل إلى السيف وحمله,
تأمله بإعجاب قليلاً,
أمسكه جيداً بكلتا يديه,
و اتخذ جسده وضعاً قتالياً يدل على إلمامٍ بفنون القتال,
ثم تقدم للأمام!

Friday, 1 April 2011

صائد الغزلان - مشهد

عن مشهد في فيلم صائد الغزلان لن أكون الرجل الذي يحرق الفيلم و لن أحكي قصته نظرا لأن هذه تدوينة و ليست مقال كما أنني لا أصنف نفسي سوى مشاهد و لست كاتبا...لكنني أؤكد أن بالفيلم من التفاصيل ما يملئ صفحات و لا يكفيه أبدا تدوينه...و لكي ألخص:
يبدأ المشهد بمجموعة جنود أمريكيين أسروا في فيتنام مع أسرى آخرين فيتناميين بواسطة الفيتكونج.....و يكون ذلك في سجن تحت الأرض حيث النصف السفلي من أجساهم مطمورة بالماء...يقوم الفيتكونج بقتل الأسرى في كل الأحوال....إما بتكهم في سجن حيث أجسادهم كلها في الماء-سيصابون بالالتهاب الرئوي حتما-و ذلك الموت البطئ و الذي ليس بيد الأسير.....أو بالطريقة الأسرع...و هي لعبة روليت روسي يتراهن فيها الفيتناميين من من الجنود سيموت أولا....حيث مسدس ذو ساقية دوارة بين أسيرين به طلقة يلعب الاثنين حتى يموت أحدهما بشرط أن لا يلقى في السجن المطمور بالكامل في الماء مع الفئران....عندما يأتي الدور على مايكل-دي نيرو-يطلب ثلاث طلقات في الساقية و يقوم بإطلاق النار فلا يصاب.....يأتي الدور على صديقه-كريستوفر واكن- الذي يفضل السجن المطمور حيث هناك فرصة و لو ضئيلة بوصول الأصدقاء لإنقاذهم.....يشجعه دي نيرو أن يضرب النار و يقول له أن يثبت لهم أنه رجل
يضرب  واكن فلا يموت....يأتي الدور على دي نيرو الذي يعلم أن المسدس به ثلاث طلقات.....يقتل بهم الفيتنامي و يسحب رشاش آخر و ينقذ الجميع.....هنا انتهى المشهد
تعليقي:
أعتبر هذا المشهد تلخيصا للحياة التي نعيشها.....فنحن أسرى للقدر,وضعنا حيث لا نريد,و كتب علينا الموت....سواء كالأبطال-رغم عبثية تلك الميته من منظور الخاملين الجبناء-أو كالأسرى الذين يتعفنون و لا يعيشون سوى في الحلم-حيث يجلس الجندي الجبان  في  
الماءو هو يحلم بوطنه أمريكا و هو في الأدغال الفيتنامية يتعفن-و تلك بالتأكيد منتهى العبثية
من جميع النواحي
هل نموت بأيدينا ووفقا لإرادتنا الحرة لتحقيق هدف نراه فيه وجودنا التام و لنثبت شجاعتنا و بسالتنا للعدو الذي لن ينسى أننا كنا رجالا بحق حين اخترنا الموت أم نمت مع الفئران و نترك للعدو فرصة التشدق بأننا كنا نخاف الموت و كنا فقط نحلم بلا قدرة على الفعل......لنترك المشهد قليلا و نرى الحياة التي يعيشها أغلب البشر....هم ينتظرون الدعم من السماء و ينتظرون أن تتغير الأمور...هم قانعون يريدون أن تنتهي الحياة و ينتهي الألم و في خلال ذلك هم يحلمون بالجنة و السعادة-في الفيلم هي الوطن......هناك آخرين يحلمون أيضا لكنهم يخاطرون ليست الفكرة المخاطرة بالروح فقط كما في الفيلم...حيث يمسك بالمسدس و يصوبه ناحية رأسه بهدوء حالما بالوطن كذلك.....هدفه من ذلك أن يحصل على فرصة للخلاص....حتى لو مات فهو سيكون مات موتا شريفا و نبيلا حيث السعادة كذلك بأنه حاول....و لعب اللعبة المميتة....التي هي الحياة

Thursday, 10 March 2011

صور تذكارية - حدث بالفعل


1

كان والدي و أنا نبحث عن جهاز استقبال للأقمار الصناعية في سوق كبير للأجهزة الكهربية بجدة, و كنت حينها صغيراً....و لا زلت.

هذا اليوم تحديداً تعلمت شيئاً شديد التميز, دخلنا و لم نجد عند البائع الهندي طلبنا في النهاية, لكن البائع تلكأ في إجابتنا بالنفي إذ كان يرقب التلفاز بعيون حمراء هو و مجموعة من الرجال الهنود كذلك, كانوا يتألمون مما يحدث في بلادهم بين الهند و الباكستان.

قال والدي مبدياً تشجيعه للجالسين و هو يتأمل الأحداث أمامه فوق شاشة التلفاز أنه يتمنى النصر للباكستانيين لأنهم رجال بحق, نظر الرجال لوالدي في ذهول و أجابه البائع في هدوء أنهم كلهم هنود و ليسوا باكستانيين,اعتذر والدي و شعر بحرج شديد, و تفهم البائع إذ إنه من المستحيل تقريباً أن تفرق بينهم بالشكل, لكنني فهمت شيئا أكبر من البائع و أجهزة الاستقبال و الهند و الباكستان.



2

كانت جمعية طلابية علمية,

عندما كتبت طلب التقدم, كتبت أنني متوسط من حيث الالتزام بالقوانين,لم أقل أنني سيء أو مستهتر لكن لنقل أنني متميز أكثر في نواحٍ أخرى, في المقابلة كان آدائي مميز-أو هكذا أعتقد-طلب مني أن أقدم خمسة استخدامات لزجاجة مياه بلاستيكية كنوع من اختبار للعصق الذهني, قدمت ثمانية في أقل من دقيقة و نصف و كنت أواصل الابتكار حتى طلب مني أن أرحل من أمامهم (كان السؤال الأخير في المقابلة), نعم هناك سؤال أجبته إجابه متطرفة نوعاً لكن أنا-أو هكذا أعتقد-لست مثالاً للإنسان الانتهازي أو الفهلوي أو الوديع,سألني لو أن أجنبياً في برنامج التبادل الطلابي أخذ يثير الشائعات بين آخرين بعد أن جاء لمصر و خالط مصريين أن المصريين قوم متعصبين و متطرفين دينياً-و هم لم يروا ذلك و لا هو- ماذا ستقول له؟,دار في خاطري أن أقدم الإجابة النموذجية:نحن بلد الأمن و الأمان إلخ...و لكن:

أجبته:هقوله لما إنتا شايفنا كدا من الأول جيت ليه؟

أعلم أنها إجابة خارج النص

لكن أنا لي تعامل مع طلاب من جنسيات خارج مصر, و أفهم تحديداً كيف يفكرون عنا

لكن لنقل إن هذا خطأ وحيد,

سألني:ماذا لو عملت في فريق و هناك رأي لم يعجبك كيف ستتصرف؟

أجبته:أقنع الآخرين برأيي,أو يقنعونني

سألني:لو لم يقتنعوا كلهم

أجبته و أنا أفكر في رائعة لوميت أحد عشرة رجل غاضب:أقنعهم كلهم أو يقنعونني

في النهاية

تفاجأت حين لم يقبلونني في الجمعية

لكني لم أتفاجأ أبداً

خلال أحداث 25 يناير و تبعاتها أن أعضاء الجمعية-معظمهم و ليس جميعهم-لم يؤيدوا الثورة

إطلاقاً

و كذلك الأجانب من أصدقائي!!!!!



3

ليلة رأس السنة

عندما دقت ساعة منتصف الليل كنت أطالع كتاباً في الجراحة في مقهى بلاستيكي من مقاهي شارع جامعة الدول واحد آخر من تلك المقاهي التي أعجز عن فهم أسماء المشروبات في قوائم طلباتها, كنت مع صديق لي و قد قررنا أن نكون مجددين, هو اختار أن يخرج مع صديق لا صديقة و أنا اخترت أن أخرج مع إنسان من لحم و دم بدلاً من نفسي, و كلا الموقفين كسر للعادات الشخصية.

أعلن هاتفي النقال عن استلام رسالة نصية جديدة, فتحت الرسالة حينها فرحت:

فرحة جعلتني أشكر الله أن لي صديق بهذه الروعة

كانت تلك أروع رسالة تلقيتها, رأيت أن أخلد الموقف و أتحفظ على محتواها حفاظاً على خصوصية المرسلة



4

يوم الخامس و العشرون من يناير

يوم الثورة

كنت أركب ميكروباساً عادياً جداً

كان هناك رجل أشيب يكلم طفلاً في نحو الثامنة

ابنه في الغالب,

و هما يجلسان بجانب السائق

و قد وقف في ميدان باب الحرس بدمياط نحو عشرون شاباً فقط يهتفون بسقوط النظام

قال لابنه:

-دول شوية شباب فاضي و هايف.....اوع تعمل زيهم

قال له السائق الشاب بحده:

-بص يا باشا:لو العربية دي بتاعتي كنت نزلتك إنتا و ابنك و وقفت مع الرجالة!!!!



5

في الصف الأول الثانوي

كانت الحصة التي تلت الفسحة مباشرة

و كنت أشعر بالكسل الشديد

بمعنى أنني غير قادر على التفكير السليم, لا سيما أن هناك امتحان بعد غد في اللغة الإنجليزية و كانت الحصة درساً للغة العربية التي كنت أعبدها و لا زلت,

لم يستطع زميل أن يجيب عن سؤال سأله ذلك المعلم الذي لم يستلطفني يوماً-و إن كان مضطراً أن يحترمني-و وقف الزميل مطرقاً للأرض وجهه,

سألني السؤال-كان صعباً و ربما أراد مفاجأتي لإحراجي-أجبته متساهلاً و أنا جالس بينما العرف أن يقف الطالب و هو يجيب,

قال لي:

-بقيت خلاص تجاوب و إنتا قاعد...كبرت

في نفس اللحظة-أقسم أنه حدث في نفس اللحظة....طُرق باب الفصل و فُتح عن صديق و زميل من الفصل المجاور الذي لا يفصل عنه سوى جدار, ليطلب اسمي تحديداً:

ذهبت و أنا لا أدري تحديداً المطلوب

وجدت الفصل على بكرة أبيه واقفاً (حوالي خمسون طالباً) و صديقي وقف بدوره في مكانه

كان أستاذ الجغرافيا الذي أحترمه و بشده و هو صعيدي رائع لن ينساه من عرفه أبداً:

-قل لهم يا أحمد الإجابة

صعقت

قلت بهدوء:

-لا أعرف....أول مرة لا أذاكر الجغرافيا بعد الحصة......هناك امتحان لغة إنجليزية

ضحك كل من في الفصل إلا الأستاذ

ارتعشت

و حدقت في اللاشئ

و لا زلت كلما أتذكر اللحظة أرتعش

نظر إليّ و وجهه قد احمرّ

قال:

-طيب روح إنتا يا أحمد دلوقتي

نفس هذا الرجل هو الذي علمني حب التاريخ و الجغرافيا لذلك لا تستغرب مجلة ناشيونال جيوجرافيك معي أحياناً...

اسمه أستاذ بكري

Monday, 7 February 2011

رجل غبي آخر - قصة

ترى هل كان بانتظاري لأكتب شيئاً عما سيدور برأسي عندما أراه؟
كان يتوسد مجموعة من ثلاثةكتب, و يغلق عينيه مستجديا أن يزوره النوم فوق ذلك الرصيف الذي اتخذه سريرا,متوسداً كتبه المفضلة و ملتحفاً السماء...
كنت أعبر الطريق,توقفت,كنت أعرف ذلك الرجل من قبل,في البداية أخذ سؤال من هو؟ يلح على ذهني,لم أعرف بالتحديد الرجل لكنه مألوف,تنامى هذا الشعور الغبي و الذي يدفعني لمحاولة تذكر شخص لا أعرفه,تذكرت!
هو:بائع الكتب المستعملة و القديمة على ناصية شارع اعتدت المرور به
كان هو
نعم,هو
هو
اقتربت قليلاً أتأمله في وضعه الجنيني و يده تقبض على كتاب ما..
لم يكن ميتاً
على الأقل بالمعنى الحرفي للكلمة
و لم يكن حياً كذلك,
أخرجت ورقة نقدية لأعطيها له,و بالفعل انحنيت تجاهه و نظري مركز على وجهه,لكني لم أضع الورقة بجانبه,تراجعت و استدرت مبتعداً عنه,
هذا الرجل مجنون تماماً:
ليس لأنه الآن ينام فوق الرصيف حقيقةً لا مجازاً, بل لأنه فكر في بيع الكتب كمهنة في هذا البلد الغبي,في هذا الزمن الغبي,و لهؤلاء البشر الأغبياء.


8\2\2011

من مقدمة كتاب الإغواء الأخير للسيد المسيح - نيكوس كازانتزاكس

في داخلي تكمن القوى المظلمة السحيقة القدم للجانب الشرير,الإنساني,و ما قبل الإنساني,و في داخلي أيضا القوى المضيئة,إنسانية و ما قبل إنسانية,لله,و كانت روحي ساحة...تصادم عليها هذان الجيشان و تقاتلا
كان الألم مبرحاً,لقد أحببت جسدي و لم أرد له أن يفنى,و لم أرد لها أن تبلى,جاهدت لآصالح بين هاتين القوتين الأساسيتين الشديدتي التناقضلآجعلهما تدركان أنهما ليستا عدوتين و إنما زميلا عمل,أملا في أن تبتهجا في عملها في عملهما و أن أبتهج معهما